الوطن سيأتي بعد 14 يوماً ليطرق بيوتنا ويسألنا: ماذا أعددنا للعيد الوطني؟ سؤال مهم ويجب ألا نخلط الأمور في الإجابة على هذا السؤال، كل بلدان العالم عندها مشكلات وقضايا ملحة، لكنهم جميعاً يحتفلون بالعيد الوطني. يجمدون كل نشاطاتهم السياسية والاحتجاجية ليوصلوا رسالة حب وسلام ومودة للعيد للوطن في هذا اليوم الكبير. والسؤال: ماذا أعددنا للاحتفال بالعيد الوطني كمجتمع، كجمعيات وكأشخاص؟ لا يوجد أغلى من البحرين في قلبنا نحن البحرينيين. قد نحزن أحياناً، قد نشعر بالسأم أحياناً أخرى، لكننا قد نسافر إلى الخارج لكن تبقى البحرين بفرحها وحزنها تحلق على قلوبنا كفراشة جميلة تبث جمالاً على قلوبنا. هذه الغادة السمراء يجب ان نحافظ عليها لأننا لو خسرنا البحرين خسرنا كل شيء. الفرنسيون كل الفرنسيين يحتفلون بعيدهم الوطني، يجمدون كل خلافاتهم ليحيوا يوماً من أيام التاريخ الخالدة، وكذلك البريطانيون والهنود والماليزيون واليابانيون الخ. إذاً، لماذا لا نستعد جميعاً من هذه اللحظة للاحتفال بالعيد الوطني المجيد؟ أهيب بفناني البحرين ان يبدأوا بإعداد لوحاتهم الفنية من الآن، وأصحاب فرق الاناشيد ان يسجلوا أناشيدهم الوطنية في حب المملكة من الآن، وأصحاب الخط أن يخطوا لوحات في حب البحرين تزين بكلمات وطنية في حب المملكة لتزين بها الشوارع. وأمنيتنا أن تعزز الثقافة الوطنية في يوم العيد الوطني في قرى ومدن البحرين بتوزيع الحلويات ورفع أعلام المملكة على البيوت ووضع الزينة في الشوارع وعلى اسطح المنازل والعمارات مع تدشين المحاضرات الوطنية في التلفاز والراديو والمراكز. دعونا نرسخ في أبنائنا حب المملكة وولاءنا لها. دعونا نشرب اطفالنا حليب الوطنية ليشتد عودهم وينمو لحمهم على ذلك. هناك هموم، ولا تخلو أمة من الهموم، ولكن العيد عيد، يجب ان نفرح فيه، وأن نزرع فيه ثقافة الحياة في قلوب أبنائنا وأولادنا. قدرنا أن نعيش لا أن نموت، قدرنا أن نتعلم لنكسر الحزن والفقر لنحولهما إلى فرح. الأمل يختصر المسافات. فيجب ان نحلم بالسعادة، والرسول يقول: «ان الله يكره البؤس والتباؤس». ليس قدرنا أن نحزن دائماً، بل يجب ان نفرح ونتعلم ثقافة الفرح وثقافة السعادة والإنتاجية والتنمية. الرسول (ص) يقول: «هذه الدنيا أولى بها ابرارها»، والمسلم ليس قدره ان يموت ويقتل ويذبح ويفجر نفسه أو يسجن ابناءه، فالسعادة هي القاعدة والباقي استثناء. عشت 10 سنين في الغربة، اتنقل من بلد إلى بلد وأنا للتو في عمر لا يتجاوز 18 عاماً تتقاذف بي المنافي، لكنني على رغم محطات الغربة وجدت ان البحرين لا تعوض، وهي التي يجب ان احافظ عليها، وأن اتمسك بها، وأن أفديها بدمي وبأبنائي وبأعز ما أملك. لي الحق ان اعتب عليها لغربتي وألمي، لكن من دون ان اخدشها، من دون ان افرط فيها وفي أمنها. بالحوار وبالعقل والمنطق استطيع ان ابني بلدي. بالحكمة. والإمام علي (ع) يركز فينا نقده لمن بالغوا في نقد الخليفة الثالث (رض) قائلاً: «وجزعتم فأسأتم الجزع»، بمعنى: لا تبالغوا في الجزع فيسقط الجدار على الجميع. بالنسبة إليّ: أدعوا شبابنا وأبناءنا في القرى والمدن الاحتفال بالعيد الوطني في 16 ديسمبر/ كانون الأول وقبل العيد أيضاً وبإقامة الاحتفالات والمراسيم المعبرة عن ذلك، ففي ذلك خير كبير للوطن وللجميع. كما نخرج مظاهرات بالآلاف للفلسطينيين فلنخرج بالآلاف للبحرين والعيد الوطني، كما نخرج بالآلاف للقضايا الإسلامية والعربية، كذلك فلنخرج للبحرين أيضاً. البحرين فيها مشكلات وأحزان كبقية الدول، ولكن كل الدول الأخرى تحتفل بأعيادها الوطنية بلا استثناء، وهذا ما ينبغي ان نقوم به.
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1185 - السبت 03 ديسمبر 2005م الموافق 02 ذي القعدة 1426هـ