يقول المفكر الفرنسي باسكال: «مهما تتآزر جهود العنف وتتعاون، فإنها لا تتغلب على الحقيقة أو تضعفها، بل تخدمها وترفع من شأنها أكثر فأكثر». الشواهد كثيرة، والأدلة بالمنطق والأرقام وكلها تقول: إن البطالة في صفوف المواطنين هي صناعة محلية للأسف. المسئول ­ المواطن هو المتسبب الأول في كارثة البطالة ثم تأتي بقية العوامل المساعدة والمستفيدة، للأسف نحن نعاني من تخبط وازدواجية ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن لدى بعض مسئولينا إصراراً في المضي قدماً نحو مزيد من تأزيم المسألة ودفعها نحو الكارثية، ماذا يعني ما نشرته الصحف المحلية قبل أيام من «تهديد مبطن» من قبل إحدى الوزارات بشأن «تعليماتها إلى المسئولين لإعادة النظر في سياسة التوظيف بالوزارة»، مهما كانت الدوافع فهل من حق الوزارة الخروج بهذا الكلام، وماذا يعني إعادة سياسة التوظيف، لا يفهم المتتبع إلا رسالة واحدة فقط، وهي أن الوزارة قد تعود من جديد إلى سياسة توظيف الأجانب ووقف ما اتخذه وزير تلك الوزارة من خطوات جدية وايجابية لبحرنة هذا القطاع الذي عاش سنوات طويلة بعيداً عن البحرينيين. نحن لا نبالغ، لكننا ننبه إلى أن استمرار تنحية الشباب ­ المواطن جانبا لصالح جاليات مختلفة سياسة ليست صحيحة، ولا تتماشى مع توجهات القيادة الحكيمة لهذا الوطن، كما لا تتماشى مع مواد الدستور، وقرارات مجلس الوزراء وحقوق المواطنة، أنها سياسة إذا استمرت فإن تراكماتها ستولد اختناقات وأحقاداً ونقمة في نفوس الشباب لا داعي أبداً لتوليدها ولا إلى تنميتها وتصعيدها، ويكفينا ما حصل، نقول نحن دائماً ضد التصعيد والعنف وضد استخدام القوة، ولكن وفي الوقت نفسه ضد التهديد المبطن بعدم التوظيف واللجوء إلى الأجانب، ضد منع البحرينيين من حقوقهم، كما نحن ضد التعميم على الجميع ومن اخطأ يعاقب سواء كان مواطناً أو مسئولاً وتبقى سياسة التوظيف والبحرنة ضمن الثوابت وليس ضمن الأهواء والمزاجية.