تجري حركة «فتح» انتخابات تمهيدية داخلية لاختيار مرشحيها للانتخابات التشريعية الفلسطينية التي ستجرى في 25 يناير/ كانون الثاني التي ستحدد نوعية الحكومة التي ستدير فلسطين المحتلة ذات الشئون المعقدة على جميع الصعد. هذه الانتخابات المهمة التي تجريها الحركة والتي تخص المنتمين إليها تعرضت لاتهامين كادا يلغيانها، إذ حصلت أعمال عنف واقتحام لبعض مراكز الاقتراع من قبل مسلحين «ينتمون» إلى «فتح» نفسها احتجاجاً على ما يرون أنه تلاعب في النتائج. كما يجري صراع في الحركة بين الجيلين القديم والجديد واتهامات بعدم نزاهة الانتخابات من أجل الإبقاء على الجيل القديم في الحركة وعدم إعطاء فرصة للجيل الجديد. وبلغ الحد أن ألغت اللجنة القائمة على الانتخابات النتائج بالفعل، ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد أن الانتخابات قائمة واعتمد النتائج وأوضح أنه سيكون هناك تحقيق في الثغرات التي حصلت. من ناحيتها أعلنت حركة «حماس» أن مرشحيها للانتخابات جاهزون ومحددون، ورفضت مراراً تأجيل الانتخابات وهو احتمال كان وارداً بسبب الأوضاع السياسية الفلسطينية الداخلية السيئة والصراع مع العدو الإسرائيلي المحتل. وأكدت السلطة الفلسطينية أن الانتخابات ستجرى في وقتها المحدد. إضافة إلى الهجوم الإسرائيلي المستمر ضد مرشحي «حماس» وتهديدهم بالاعتقال ومنعهم من المشاركة في الانتخابات التشريعية، سيكون هناك تنافس يصل إلى درجة الصراع في هذه الانتخابات بين مرشحي الفصائل المشاركة المختلفة وأنصارهم. وأتوقع أن يصل الأمر إلى درجة الصراع المسلح بشكل جزئي واتهام كل طرف للآخر بالوقوع في مخالفات. وللأسف قد يبلغ الأمر حد التزوير والدخول في «دوامة» ما بعد التزوير من مطالبة بإعادة الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها أياً كانت. نعيد ونكرر أن فلسطين الوطن أهم من الأشخاص ومصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية وإذا كان هناك تنافس فليكن من أجل فلسطين، وليتذكر الفلسطينيون أن اتحادهم هو الأمر الوحيد الذي سيحميهم من التشرذم وضياع الوطن
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1185 - السبت 03 ديسمبر 2005م الموافق 02 ذي القعدة 1426هـ