كنت قد اتخذت مبدأ عدم الدخول في مهاترات صحافية، لأنها لن تفيد القارئ في شيء. ولكني أجد نفسي مضطراً اليوم بعد أن وجدت أحد الزملاء قد تجاوز في اتهامه لنا كل الحقيقة من دون أن يعي أو يدرك للأسف نصفها، وهذا ما تفرضه علينا نزاهة القلم. فالموضوع قد بدأ حينما تسلمنا في القسم الرياضي خبراً من أحد الزملاء يذكر فيه ترشيحه لحضور اجتماع (مضاد) للجمعية العمومية للاتحاد العربي للصحافة الرياضية. وكان هذا الزميل قد أخبرنا «هاتفياً» قبل يومين بذلك، ولكني فوجئت بأن الخبر الذي حرره الزميل والذي أرسله إلى جميع الصحف المحلية وأذاعته النشرة الرياضية بإذاعة البحرين، يوحي بوقوف البحرين إلى جانب الاجتماع المضاد، وهذا قد يسبب لنا إشكالاً مع الدول الشقيقة التي حرصت على حضور هذا الاجتماع ومساندة الانتخابات الجديدة. وبعد أكثر من ساعة من شياع الخبر كنت في حديث مع إحدى الشخصيات الرياضية نتحاور عن حظوظ منتخباتنا في دورة غرب آسيا، وتطرقنا في حديثنا في الجمعية العمومية إلى الصحافة العربية، وكيف حدث فيها انشقاق بين الدول العربية، وقد ذكرت له في سياق الحديث وجهة نظري في الخبر المرسل من قبل الزميل والذي قد يخلق لنا إشكالاً مع الدول الشقيقة، وهو ما آمن به المسئول، وقد قام بعد ذلك من دون علمي بالاتصال بالجهة التي رشحت الزميل لتغيير تحرير الخبر. بعد أكثر من ساعتين اتصل بي المحرر «معاتباً» بأنني قلت للمسئول عن الخبر... فأوضحت له أن الخبر أصبح مشاعاً، وذكرت له وجهة نظري في تحرير الخبر الذي أرسله إلى الصحافة، فقال لي: لماذا لم تخبرني حتى أصحح الخبر؟... فقلت له: «هذا مو شغلي»، وأنت أرسلته إلى الصحافة والإذاعة... فطلب مني بـ «إلحاح» أن أوضح للمسئول أنه قام بالتنسيق مع الدول الشقيقة ولن يحدث أي إشكال... وتحت إلحاحه وحتى لا يقع في مأزق اتصلت بالمسئول وقلت له ما ذكره لي الزميل... والسؤال هنا: هل يعلم الزميل الكاتب بذلك؟ وأقول للزميل الكاتب إن صاحب عمود «خميسيات» اتصل بنا ظهر الأربعاء، وقال لنا إنه رفض حضور الاجتماع مع الزميل المذكور، وذلك لأنه غير مخول من الزملاء الصحافيين بحضور هذا الاجتماع، وليس من حقه اتخاذ قرار باسمهم، وهذا ما فعله الزميل الفاضل ماجد سلطان حينما اعتذر عن حضور الاجتماع الذي انعقد في الأردن، لأن ليس من حقه التحدث باسم الصحافة الرياضية البحرينية، وهو غير مخول من قبلهم... فما تعليق الكاتب الفاضل على ذلك؟ ولأن الشيء بالشيء يذكر... فأحب أن أذكر الزميل الكاتب بقضية قد نساها أو تناساها حين قام الزميل نفسه الذي اتهمني بتسريب الخبر المشاع بتسريب قضية رياضية كنت أرسلتها إلى الصحيفة لنشرها قبل أكثر من عشرة أعوام تناولت فيها مشاركة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية بالصين، وانتقدت مشاركة الوفد الإداري الذي يماثل عدده اللاعبين، ما يسبب إهدار أموال طائلة... وطالبت بأن تصرف هذه المبالغ على بناء المنشآت الرياضية «المعدومة»، فقام الزميل نفسه من دون علم رئيس القسم الرياضي بتسريب الموضوع إلى رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الذي هو رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة، إذ تمت بعد ذلك محاكمتي وتوقيفي عن العمل وقطع راتبي... فما رأي الكاتب الفاضل؟ أخيراً... أكرر أنني للأسف خرجت عن المبدأ الذي اتخذته مضطراً لأن الكاتب الفاضل سبق أن تعرض لنا من دون وجه حق بالنقد في موضوع ساندنا فيه مدير منتخب كرة القدم السابق. لذلك، لابد من القول له بوضوح: إنه لا يوجد في لغتنا أمر نخجل منه أو يندى له جبيننا من العرق، ولا... كل طير يؤكل لحمه... وأتمنى أن يعي دائماً الحقيقة حتى يكون صادقاً معنا، ومع كل الناس..
إقرأ أيضا لـ "عباس العالي"العدد 1184 - الجمعة 02 ديسمبر 2005م الموافق 01 ذي القعدة 1426هـ