تساءل أحد الكتاب العرب وهو يتأمل أوضاعنا العربية: «أما آن لهذا الليل العربي المظلم أن ينجلي لينبثق فجر جديد مشبع بالأمل لا دم فيه ولا دمار ولا قتل ولا انتحار؟. أما آن للأمة العربية المنكوبة أن تعود إلى رشدها وتستفيق من غفوتها لتنفض عنها غبار الواقع المزري الذي تعيشه وتحارب الظلم والاضطهاد والتفرد والفساد وتنهي عقود الذل، وتنطلق لإعادة بناء ما تهدم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، والتفرغ للتصدي للأعداء ورأب الصدع وتوحيد القوى لمواجهة المخططات المرسومة والمطامع المعروفة؟». تلك المساءلة ما هي إلا «صرخة عربية» موحدة من الخليج إلى المحيط، وذلك بعد أن دمت أعيننا من حرقة ووجع ما آلت إليه أحوالنا على الصعد كافة. ألا يكفي «بيتنا العربي» جرحه الأزلي على «فقد» فلسطين و«ضياع» العراق؟، هل سنقدم سورية ولبنان «قرباناً» لإرضاء «الغول الأميركي» الذي لم يعدل له لذة، إلا «خطف بناتنا» لإضعافهم وتدمير مستقبلهم؟، أحلف غير حانثة بأن العروبة ستكون بخير ما بقيت الشام بخير... فالشام على عظم مكانها في التاريخ ليس إلا عضواً في جسد مريض منهك يعصره «فساد» في الداخل، وأطماع في الخارج. فلنعلم أن استهداف سورية من الداخل والخارج في هذا الوقت بالذات لا يضر بالسوريين وحدهم بل يزج بأمتنا كلها فيما هو أسوأ ألف مرة من حرب فيتنام. سورية لن تنقذها من «همجية الغول» أية «مصالحة» أو «مبادرة» أو «صفقة» مهما كان حجمها، بل سينقذها «بطلها» الذي يجب أن «توقظه» بيدها، إذ يجب عليها أن ترمم بكل جدية و«ضمير وطني» بيتها الكبير، بل يجب أن تؤمن بأنه لا مستقبل لحكم الرجل الواحد ولا أمان لشعب يتفرد بحكمه «حزب». النصيحة الأخيرة ليست موجهة لسورية فقط، بل لأخواتها الـ ،21 فهن يعلمن جيداً بأن سمعة وشرف (أمتنا العربية) من سمعة وشرف قياداتها الحاكمة.
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ