عندما يصبح قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي حلبة مصارعة لأحد المسئولين في ذلك القسم مع من يرغب أن يتصارع معه يمكن القول بأن قسم الطوارئ فعلاً يحتاج إلى طوارئ، ولا مفاجأة أبداً عندما تدخل ذلك القسم وبدلاً من أن تسمع صراخ وأنين المرضى تسمع صراخ ذلك المسئول مرة مع طبيب يطرده المسئول من العمل أثناء قيامه بواجبه، ومرة مع ممرضة يطلب منها ذلك المسئول مغادرة المستشفى وقت الفجر، ومرة أخرى مع شرطي مرور يريد ذلك المسئول أن يلزمه بالسماح لأحد إداريي وزارة الصحة بتوقيف سيارته في موقف سيارات الإسعاف، هذه الأجواء هي أجواء قسم الطوارئ في أكبر مجمع طبي في المملكة، والذي يزوره أكثر من 600 مريض يومياً، وبالتأكيد بين هؤلاء الـ 600 مريض يحتاج إلى الثانية وليس الدقيقة حتى يستمر قلبه بالنبض، ولو فرط قسم الطوارئ في تلك الثانية فربما يموت المحتاج إليها، نعم يموت وذلك المسئول مشغول بالصراخ مع شرطي المرور، معترضاً عليه لأنه قام بواجبه الذي هو موجود هناك للقيام به، وهذه هي عقلية بعض المسئولين الذين لا يعرفون من النظام إلا اسمه، ومن القانون إلا رسمه. لا داعي للدخول في أساليب الإدارة لأننا لن نستطيع أن نقدم درساً في الإدارة إلى مسئول في موقع حساس من خلال هذه الزاوية الصغيرة إلا أننا نستطيع من خلالها أن نلفت نظر الوزارة إلى واقع يجب التحقيق فيه، لأن قسم الطوارئ ليس مستودع خشب أو أسمنت بل هو مستودع أرواح المئات من المواطنين والمقيمين الذين يدخلون هذا القسم يومياً، إلا إذا كان من ضمن خطة «التطوير» التي تشهدها الوزارة تحويل قسم الطوارئ إلى حلبة مصارعة بطلها مسئول أقل ما يمكن أن يفعله عند الشروع في المصارعة طرد ممرضة من العمل قبيل طلوع الفجر
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ