لماذا تخلو بلادنا العربية من الاختراعات؟ لماذا لم تقدم أي اختراع ولفترات زمنية طويلة جدا على رغم توافر جميع العوامل المادية لها؟ لقد اثبتت الدراسات أن الموهوبين والاذكياء موجودون بنسب متفاوتة في جميع شعوب الأرض، وقد وجد أيضا ان الطفل العربي يتمتع بنسبة ذكاء مرتفعة جداً. إن اكتشاف هؤلاء المبدعين ليس بالأمر العسير، فكل المطلوب هو عناية اجتماعية متكاملة تبدأ من المنزل، ومن ثم مساهمة الدولة للأخذ بأيديهم وتشجيعهم للتعبير عن طاقاتهم الابداعية وتوفير جميع الظروف الملائمة لبزوغهم. ومن المعروف ان المواهب الابداعية عند الاطفال (Creativity) تكون في أوجها في المراحل الأولى من حياتهم وقبل دخولهم الحضانة أو المدرسة، وقد تستمر احيانا حتى سن العاشرة، وبعد ذلك قد تخفت هذه الظاهرة، لما يتعرض له الطفل من ضغوط يومية وتوجيه في السلوك، وتحجيم حركته سواء جسديا أو فكريا ومحاولة تقنينه ووضعه في قالب خاص كي تسهل السيطرة عليه، لتلقينه المواد والمناهج المدرسية الجامدة... والتي يعتقد انها هي الطريقة المثلى للتعليم وللحصول على الشهادات المناسبة وللدخول الى سوق العمل، (لا تعليق لي على هذا، اذ أتحفظ على طرق التعليم عندنا،). وان أبسط دليل على ذكاء الاطفال الخارق هو تمكنهم من تعلم 3 لغات وبسهولة فائقة وقبل وصولهم سن الرابعة. والمعروف ايضا ان الاطفال شديدي الذكاء من أهم مظاهرهم كثرة حركتهم ونشاطهم غير الاعتيادي وكثرة الأسئلة التي يطرحونها وفي جميع الشئون التي تقابلهم، نظرا إلى الحركة السريعة في الاشارات داخل الدماع (المخ)... وهذه ظاهرة تستحق الالتفات من قبل الآباء، إن الحكومات في الغرب والشرق الأقصى أدركت القيمة العالية لاحتضان الاطفال عموما والموهوبين خصوصا واعطائهم القدر الكافي من الرعاية والاهتمام وبذلك امتلأت سماؤهم بجميع أنواع البشر المبدعين في جميع المجالات الحياتية.. والسؤال الآن: أين نحن من كل ذلك التقدم والابداع؟ لماذا نحن شعب خامل؟ ولماذا اطفالنا خامدون ويتسلون بانتاج غيرهم من الدول؟ لماذا نحن أمة مستهلكة فقط، دائما وابدا مستوردة لكل صغيرة وكبيرة؟، وعلى رغم انها أكبر الدول انتاجا للطاقة فإنها لم تعرف ابدا كيفية استغلال الطاقة الكامنة لدى ابنائها، ولم تتمكن حتى الآن من استخراج ولو طاقة واحدة للمساهمة في طريق الاختراعات البشرية والمساهمة في دفع عجلة التقدم العالمي على الاقل كي نفتخر بين شعوب الأرض ونرفع رؤوسنا عاليا، بأننا مبدعون وباستطاعتنا تقديم الاختراعات. فهل لنا من وقفة لنراجع تاريخنا العريق وحضارتنا العظيمة التي وضعت حجر الاساس للكثير من مخترعات اليوم؟ هل نرى كيف ظلمنا ابناءنا مرتين؟ المرة الأولى حينما حرمناهم من الرعاية والاهتمام، والمرة الثانية لعدم اعطائهم الشعور بالعزة والكرامة ليرفعوا رؤوسهم بين العالم كدول مبدعة ومنتجة. علنا نفيق وننتبه لما يدور حولنا، وعلنا نغير قليلا من اهتماماتنا ونعطي اطفالنا حقهم فهم جيل الحاضر والمستقبل
إقرأ أيضا لـ "سهيلة آل صفر"العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ