الحديث عن مرض نقص المناعة المكتسبة أو ما يعرف بالايدز هو حديث ذو شجون ان لم يكن تصيب البعض منا الرهبة ان لفظت حروفه وخصوصا عندما نسمع ان ضحايا هذا المرض قد يكونون من الأبرياء. وكون ان اليوم يصادف اليوم العالمي للايدز الذي تتضامن فيه البحرين عبر تنظيم ماراثون توعوي يسير ضمن حملة توعوية تشارك فيها أكثر من جهة محلية بالتعاون مع مكتب البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة فانه يعد بادرة طيبة وإيجابية تصب في الصالح العام وخصوصاً انها أصبحت واحدة من الفعاليات القلائل التي تنظم في الشوارع بصورة بعيدة عن التسيس الذي اصبح وكأن أهل البحرين لا يخرجون الى الشوارع الا من أجل السياسة على رغم أن هناك قضايا صحية واجتماعية بحاجة الى التركيز عليها سببها بالدرجة الاولى غياب الوعي وتفشي الجهل في مختلف الاوساط وان كانت بنسب مختلفة. حتى الان فإن احصاءات منظمة الصحة العالمية عن البحرين تشير الى ان ما تم تسجيله من حالات حاملة لفيروس الايدز يصل إلى 146 حالة من البحرينيين فقط، وقد تم اكتشاف معظمها بمحض الصدفة لأصحابها الذين هم في غالبهم كانوا من النساء البحرينيات بحسب ما ذكرته رئيسة اللجنة الوطنية لمكافحة الايدز سمية الجودر امس الاول في مؤتمر صحافي. ان هذا بكل تأكيد يشير الى ان موضوع «صحة المرأة» مازال غائبًا عن قاموس نساء كثر داخل مجتمعنا وخصوصا عندما لا تصدق المراة ان من نقل فيروس هذا المرض من اقرب الناس لها ألا وهو زوجها الذي لا تظهر اعراض مرضه بسرعة بحكم طبيعة مرض الايدز فيجعلها تعيش معه مخدوعة طوال الوقت غير مصدقة كلام الأطباء الى حين يمر الزمن وتكتشف ان اعراضا غريبة ظهرت عليها بعد وفاة زوجها لتصدمها بأن الفيروس كان يعيش معها طوال هذه السنوات كنتيجة بسبب جهلها وتكذيبها للاطباء. للاسف جاءت الحقيقة متأخرة وخصوصا بعدما نقلته الى ابنائها الذين لا ذنب لهم سوى انهم كانوا ضحية انانية والدهم الذي لم يأبه بصحته ولا بصحة اسرته مندفعاً وراء تصرفاته العابثة هنا وهناك بحجة هذا وذاك كونه الرجل وكونها هي المرأة. هذا الكلام الذي اخطه في سطور هذا المقال لم يأت عن قصة فيلم على رغم انه يصلح فعلاً لذلك لكنه واقع تعيشه بعض النساء البحرينيات ونقلته الجودر بحسرة وألم خلال الرد على اسئلة الصحافيين. هناك ممارسات غير اخلاقية وعبثية تحدث داخل مجتمعنا الذي لا يحرمها على الرجل بل في اوقات كثيرة يشجعه بسبب الموروثات الاجتماعية التي بدورها عودت نساءنا على عدم الافصاح حتى لو كان على حساب صحتهن من أجل حماية أنانية الرجل. أيضاً الزواجات المؤقتة التي تأتي تحت مسميات مختلفة ولا يجري لها الفحص قبل الزواج، إذ إن هذه الزواجات ليست مثل الزواج الدائم الذي هو متعارف عليه حاليًّا في البحرين. فمن ينساق وراء تلك الزواجات لديهم نظرة خاطئة وان كانت متفشية للأسف داخل مجتمعنا بان الاتصال الجنسي المشروع لا ينقل الامراض الجنسية والايدز بينما غير المشروع ينقل هذه الأمراض مع ان الحقيقة العلمية لا تعرف امراضا «حلالاً» ولا امراضا «حراماً» سواء عبر العلاقة المشروعة أو غير المشروعة. ان هذه الأمور قد تسبب امراضا مثل التهاب الكبد الفيروسي والثليل التناسلية والتهاب الكلاديميا والزهري والسيلان وكثير منها ليست لها اعراض لكن ينقلها حامل المرض إلى الآخرين من دون أن يدري الا في حال الكشف عند الطبيب وفي أوقات أخرى تنتقل معها امراض اخرى مثل الجرب الذي هو شائع في البحرين. ولا ندري بعد هذا السرد الطبي الطويل لكيفية الوقاية من هذه الامراض التناسلية اضافة الى الايدز، أيعي الرجل وحتى المرأة مدى خطورة ذلك... فالتواصل ضرورة في نشر الوعي وخصوصا في اوساط المتعلمين وغيرهم لان المرض قد يصيب الجميع من دون استثنا
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ