يأمل الكثير من التجار صغاراً وكباراً أن تصبح غرفة تجارة وصناعة البحرين التي تمثل مصالحهم وتطلعاتهم أكثر حيوية وإنتاجية من خلال المشروعات التي تطرحها ومشاركتها بالرأي والتأثير في القرارات الوطنية الحاسمة مثل مشروع الإصلاحات. ولعل العملية الانتخابية الأخيرة للغرفة كشفت حجم الهوة بين تطلعات الشارع التجاري لرؤية آمالهم تتحقق على أرض الواقع وبين الواقع نفسه، إذ كشف الاستطلاع الذي شمل عينة من التجار عدم الاهتمام بفعاليات الغرفة أو الإحجام عن الحضور إلى أنشطتها. ربما ذلك لا يكون دليلاً على عدم اكتراث التجار أنفسهم بمصالحهم، ولكن قد يكون مؤشراً لعدم محاكاة الغرفة لما يريده التجار حقاً خصوصاً أولئك ذوي الأعمال البسيطة والمشروعات المتوسطة الذين ينأون عن نفسهم الدخول في مثل هذه التجمعات التي يرونها فقط حكراً على كبار القوم. وربما تكون الغرفة معذورة في كثير من المشروعات والأمور التي تحركت فيها، ولكن الجهات الرسمية لم تتعاطَ معها في البداية بالشكل المناسب مثل مشروع السوق القديم وإصلاحات سوق العمل، فقد تكون الغرفة قد بذلت بلجانها حركة واسعة لتمثيل مصالح التجار ولم توفق، لكن الجميع يجب أن يعرف بالمجهود التي تقوم بها الغرفة. ولعل إشارات الأعضاء الجدد بتعزيز دور الغرفة وتفاعلها مع القضايا المطروحة بسرعة وقوة سواء من خلال الصحافة والإعلام أو بالتحركات التي تقوم بها بداية لتوجه سليم لتكون هناك مكاشفة أو مصارحة بين الأعضاء وما يقوم به المجلس من جهود ليرموا بهذه المصارحة الكرة في ملعب من يتحملون وزر عدم الأخذ برأي بيت التجار. النجاح للغرفة الذي تعقد عليها الآمال في تحقيقه في الدورة المقبلة لن يتحقق إلا بتفاعل جميع الأعضاء وتحويل الغرفة التجارية من صالون لكبار رجال الأعمال ووجاهة تجارية كما يرى البعض إلى مطبخ للتحركات الاقتصادية التي تمس الشارع التجاري وتؤثر فيه وتنال تعاطفه ودعمه، فهل تكون انتخابات 2005 بداية التفاعل ودخول الجميع في أول غرفة تجارية في الخليج؟ هذا ما ستكشفه الأيام.