ينظم قطاع الثقافة والتراث الوطني في الثاني والثالث من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، «الأسبوع الثقافي الصيني في مملكة البحرين». اذ يأتي هذا الأسبوع الثقافي في سياق تعميق العلاقات الثقافية والحضارية فيما بين مملكة البحرين وجمهورية الصين الشعبية الصديقة. وستمثل الصين في هذا الأسبوع منطقة شينجيانغ التي تعيش الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس منطقة شينجيانغ، فقد صرح نائب رئيس منطقة شينجيانغ الويغورية الذاتية الحكم كوريش مخصوت بأن «هذا الأسبوع الثقافي الصيني في مملكة البحرين يأتي في سبيل تعميق الصداقة التقليدية بين الشعب الصيني وشعب مملكة البحرين»، مشيراً الى انّ الثقافة هي أفضل وسيلة لتعميق أواصر الترابط بين الثقافات والشعوب، وإنّ الثقافة الإسلامية التي تحتضنها شينجيانغ ودول الخليج متشابهة في الينبوع ومختلفة في الميزات الفنية القومية، متمنيا أن يتكلّل الأسبوع الثقافي الصيني في مملكة البحرين بالنجاح والتوفيق. تشارك فرقة شينجيانغ الصينية لفن المقام في ذلك الاسبوع وهي فرقة تأسست العام 1989 وتهدف إلى وراثة وجمع وترتيب وعرض الموسيقى الكلاسيكية والأغاني والرقصات الفلكلورية الويغورية التي يحتل فن المقام بينها المكان الأول. كما تعمل على دراسة وتطوير الفنون التمثيلية لفن المقام وتربية الفنانين في هذا المجال، ما يقدم اسهاماً عظيماً في تعريف وتعميم وتطوير فن المقام الويغوري. وتضم الفرقة 141 شخصاً ومن بين المطربين والعازفين والباحثين والممثلين والموظفين موزعون في مكتب الدراسة لفن المقام وجماعة الأغاني وجماعة الموسيقى وجماعة الرقص وجماعة الديكور المسرحي ومكتب الإدارة. وألفت وعرضت هذه الفرقة كمية كبيرة من برامج المقام والأغنيات والرقصات الفلكلورية الويغورية وأعمال الاوركسترا السينفونية القومية وأتمت عملية ترتيب المقام الويغوري وتسجيل الموسيقى وطبع ونشر عدد لا بأس به من البحوث العلمية والأعمال الخاصة بفن المقام وحققت نتائج علمية بارزة. تظهر هذه الفرقة دائما ما في القرى والمناطق النائية لتقديم العروض في داخل البلاد ومع تطور علاقات التبادل المتنوع والأشكال بين الصين وكثير من الدول الأجنبية. وزارت الفرقة الكثير من دول العالم بما فيها بريطانيا، ألمانيا، سويسرا، هولندا، بلجيكا، اندونيسيا، باكستان، إيران، السودان، اليابان، موريتانيا، تونس، المغرب، كوريا الجنوبية بالإضافة إلى هونغ كونغ وتايوان ولقيت ترحيباً وثناء من قبل الجمهور المتفرجين. هذا، وسيفتتح وزير الإعلام وزير الدولة للشئون الخارجية محمد عبدالغفار عبدالله معرض الرسوم والصور الفتوغرافية بمركز الفنون في تمام الساعة 7,30 من مساء غداً الجمعة. وتعكس أعمال الرسوم والصور الفوتوغرافية المعروضة التي يصل عددها إلى 120 لوحة مميزات قومية فريدة تتصف بها منطقة شينجيانغ بصورة خاصة. اذ يعتبر فن الرسم في شينجيانغ الذي يمثله فن الرسم الزاهي في الكهوف كنزاً فنياً نادراً يمجده جيلاً بعد جيل. كما يعتبر الرسم للمناطق الغربية زهرة بديعة تتفتح في بستان الثقافة الصينية السائرة على طريق النمو والتقدم. كما يحتل مكانة مهمة في تاريخ الفنون الجميلة الصيني الباهر بعد أن يختلط الرسم البوذي القديم وفن التزيين والمعمار الإسلامي الحديث للمناطق الغربية. 45 عملاً من الرسم المعروض، وهذه الأعمال تنقسم إلى الرسم الصيني التقليدي والرسم الزيتي، وهي أعمال مختارة من الرسامين من شينجيانغ باعتبارها نتيجة للاختلاط بين الموروث التقليدية وخلاصة فنون العالم الحديثة لا تمتاز فقط بالصفات الإقليمية والقومية والعصرية فحسب، بل تظهر أسلوب الرسام وخصائصه. ومن أجل تعريف بصورة شاملة برسم منطقة شينجيانغ، يعرض خلال المعرض الفيلم التسجيلي تحت عنوان: «مئة رسام في منطقة شينجيانغ». أما أعمال الصور الفوتوغرافية لمنطقة شينجيانغ فهي لحظة خالدة يسجلها المصورون بعدسة الكاميرا. عبر هذه الأعمال سنرى شينجيانغ الجميلة الغنية ومروجا تغمر في ضباب الفجر وصحراء متموجة تشيع بالأضواء الذهبية وبحيرة قاناس تتعانق المناظر الخلابة الجذابة وأودية عظيمة وقلاع الشياطين تنطق عظمتها وهيبتها، وستستمتع بالأزياء والمأكولات والأعياد والتقاليد لقوميات شينجيانغ وتشعر بحماسة شعوب القوميات وصفائه وبساطته وتطلعاته إلى الحياة السعيدة. وبين الأعمال الفوتوغرافية تعرض بوجه خاص فنون شينجيانغ الشعبية والفلكلورية وبما في ذلك فن المقام لقومية الويغور باعتباره نموذجاً يجمع بين الغناء والرقص والموسيقى الذي دام آلاف السنين ويحتل مكانة فريدة بين الألحان العالمية، وهي تعكس حب أبناء قومية الويغور نحو الحياة وسعيه إلى المشاعر الغرامية والاجتهاد والتفاؤل وطيبة القلب.
