العدد 1182 - الأربعاء 30 نوفمبر 2005م الموافق 28 شوال 1426هـ

«شكل واحد وأربع جهات»... حضور متناغم ورؤى مختلفة

الأمين... الحسن... الخيّر... طباع في معرضهم الرابع

العدلية-جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

افتتح الرئيس الفخري لجمعية البحرين للفنون التشكيلية الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة معرض «شكل واحد وأربع جهات» مساء الاثنين 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في البارح للفنون التشكيلية. واحتوى المعرض على أربع مجموعات من الأعمال تقاسمتها كل من نبيلة الخير، لبنى الأمين، فائقة الحسن والفنانة الأردنية دودي طباع. أعمال المعرض جاءت متناغمة من حيث الحضور النسائي، ولكن مختلفة من حيث التجربة والأفق الذي تتحرك الفنانات من خلاله وهو ما انعكس بشكل ايجابي على الأعمال التي تنوعت وقدمت برؤى مختلفة. في سياق هذا المعرض الذي يستمر حتى الأربعاء 7 ديسمبر/ كانون الأول الجاري كان لـ «الوسط» هذا اللقاء مع الفنانة لبنى الأمين والفنانة فائقة الحسن وحديث عن المعرض.

اتجاهات مختلفة

قبل أن نسترسل كثيراً في الحديث عن تجاربكم، يلزمنا هنا توضيح فكرة هذا المعرض والفضاءات التي يتحرك من خلالها؟ ­ الأمين: نحن الثلاث أنا وفائقة ونبيلة، كانت لنا تجارب في معارض مشتركة من قبل، فجاءت فكرة هذا المعرض من قبل البارح للفنون التشكيلية في عمل معرض مشترك هو الثالث بيننا نحن الثلاث على أن تضاف فنانة رابعة بيننا، ولكن ليست من البحرين، من أجل أن نجعل المشاهد يتحسس اضافة جديدة للمعرض على أن يعكس المعرض شيئا من الفن البحريني. لذلك جاءت تسمية المعرض «شكل واحد وأربع جهات» فنحن أربع نساء ولكن باتجاهات مختلفة. ­ الحسن: اننا كفنانات لدى كل واحدة منا مناخ وطقس تتحرك من خلاله، فلا توجد بيننا نقاط تشابه. وقد قمنا بعمل ثلاثة معارض مشتركة في البحرين وأقمنا الرابع في لندن وقد حظي بحضور ومتابعة جيدة اذ استمر لأكثر من أسبوعين.

ليس مجرد تجميع

ربما وصف البعض معرضكم المشترك بأنه لا يخرج عن كونه تجميعا أو ادماجا، فهو يحوي عناصر عدة من أربع فنانات. فما هو ردكم؟ ­ الأمين: ان المتأمل في اسم المعرض يلاحظ أنه شكل واحد بأربع جهات مختلفة. وأنا اعتقد أن المعارض الجماعية تضيف شيئا للفنان من خلال ملاحظة الأعمال المشتركة وتلمس المتلقي للفروق بين الأعمال المقدمة. ­ الحسن: صحيح أنه لا يوجد هناك تشابه بين أعمال المعرض، ولكن هناك تناغم بين تلك الأعمال حين يلاحظ المشاهد بطريقة كلاسيكية تلك الفروق.

من أوسع أبواب الفن

وماذا عن أفكار المعرض والمضامين التي تحتويها الأعمال؟ ­ الحسن: أنا لا أعتقد أن وجود معرض مشترك يعني أن هناك فكرة واحدة لجميع الأعمال المطروحة فيه وأن هناك فرقا في ذلك بين رجال يطرحون معرضا مشتركا وبين نساء يطرحن معرضا مشتركاً. اذ إن الحقيقة أن هذه المعارض المشتركة تتناول الفن من أوسع أبوابه. ­ الأمين: بالنسبة إلي لا أفكر مطلقا عندما أمسك بفرشاة ألوان أنني سأرسم عن موضع معين كمعاناة المرأة مثلا. فأنا اعتبر الرسم لحظة ابداع. ولكن هناك من الفنانين والفنانات من تشغلهن تلك الأفكار ويحاولون بالرسم التنفيس عما في دخائلهن. ولا شك أن العلاقات الانسانية هي محور عملي كالذكريات وخلافها من التي تدور بين المرأة والرجل ولكن لا تتجسد لدي كثيراً معاناة المرأة. ­ الحسن: أنا أفهم الرسم على أنه محاولة لفلسفة المخاوف التي تشغل ذهنك أو توقعاتك للمستقبل. ولكل شخص حريته في تفسير كل ذلك سواء كان فنانا أم لا. أما بالنسبة إلي فأنا من الممكن أن أتأثر بحدث ما في لحظة معينة وجراء ذلك أرسم عدة لوحات. هذا فقط من دون أن يتطرق فكري الى أشياء أخرى كالتساؤل هل أن ذلك سيفيد المتلقي أو ما شابه. وانما أنا أقوم بفلسفة أفكاري وعرضها على المشاهد الذي يملك خيار التـأثر به أو عدمه. ففي هذا المعرض مثلاً تأثرت كثيراً بما يحدث لأطفال العراق فرسمت أعمالا تتحدث عن هذا الطفل الذي يعاني الكثير والتي تبدو صورة بكائه وألمه أمامي. وأتساءل عن كونه يعاني بينما غيره من أطفال العالم ينعمون بالأمن والسعادة. فكل ذلك يجعلني أتأثر وأحلل سواء بطريقة سهلة بسيطة أو بطريقة معقدة.

شيء يصدم المتلقي

وكيف تحققون الموازنة بين السيطرة على العمل والامساك بقوة بفرشاة الألوان. هل يحدث نزاع حقيقي بين الاثنين؟ ­ الأمين: عندما تبدأ في رسم العمل وحالما تنتهي منه يظل الأمل يحدوك في أنك تقدم شيئا يتقبله المشاهد ويشكل بالنسبة إليه شيئا مبهراً، والفرد منا لا يستطيع تحقيق النجاح باستمرار، ولكن هذا هاجس مستمر عند الفنان حين يأمل في اضافة شيء أو تحريك شيء في داخل المتلقي. ­ الحسن: عندما أرسم اللوحة قد أفاجأ أحيانا وأنا منكبة على عملها أن اللوحة قد استثارتني الى درجة الصدمة بأفكار لم تكن تطرأ على بالي ولم أكن أتوقعها وعند ذلك لا يمكن أن اترك ذلك الاكتشاف من دون استفادة من المصادفة التي خلقت أمامي في محورتها واطلاعها بطريقة قادرة على ارضائي، وتحقيق ما أود طرحه من خلال اللوحة.

أعمال تطورية

وهل يمكن القول عن أعمالكم أنها تطورية، بمعنى أنها بدأت بأشكال محددة ثم أخذت تنمو بمراحل حتى وصلت الى ما هي عليه الآن؟ ­ الأمين: لا أشك في ذلك. فقد كانت هوايتي الفن ­ كما هو شأن الفنانات المشاركات في المعرض ­ ومن ثمّ قمت بتطويرها وصقلها بالدراسة والدورات من أجل تحسينها. وبدأت أعمالها بسيطة وتطورت مع التجربة والخبرة والعمل اليومي. وأنا لا أعتقد بجدوى دراسة الفن من دون العمل على الرسم اليومي الذي يهبك التمكن والقدرة على الرسم باتقان. فأنا أعمل يوميا على الرسم في مرسمي. من دون أدنى اهتمام بموضوع الانتقال من نمط معين أو من مدرسة معيّنة في الرسم الى أخرى، طالما أن لدي انفتاح على تجارب عدة قمت بتنويعها أنا شخصيا، فقد عملت من قبل على الخشب القديم، اذ كوّنت لي شخصية فنية مستقلة باستخدام الخشب والأبواب. ­ الحسن: لا اعتقد بوجود فنان بدأ بمثل ما انتهى اليه، وأتصور أن ذلك حكم عام على جميع مجالات الحياة. فالفرد منا يبدأ ثم يطور من نفسه. فأنا مثلاً رسمت بداية بالفحم ثم انتقلت بطريقة طبيعية الى أشياء وأنماط أخرى. حتى تكوين طريقة خاصة بي في العمل على الورق





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً