فاجأت سورية العالم بعقد مؤتمر صحافي مع "الشاهد المقنع" حسام طاهر حسام عقب عرض تسجيل مصور له كشف فيه أن شهادته التي استند إليها تقرير المحقق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، ديتليف ميليس مزورة. وعلى رغم الوقع المدوي لتلك المفاجأة إلا أن رد لجنة ميليس الضعيف وصمت الولايات المتحدة وفرنسا على ما جاء فيه تعد المفاجأة الأكبر. ففي حين انبرى فريق النائب اللبناني سعد الحريري، الذي لمسه سوط حسام، للدفاع عن نفسه من تهمة ممارسة الضغط على الشاهد المقنع، اكتفت لجنة ميليس بالقول إنها لم تمنح "شاهد الزور مكافأة "رشوة" نظير خدماته". ومن جهتها رفضت واشنطن التعليق على تراجع الشاهد السوري عن أقواله في تحقيق الحريري. وقالت "سندع ميليس يقرر بنفسه بشأن الأمور التي تتمتع بالصدقية وما لا صدقية له وما يجب إدراجه في التقرير". خلصت دمشق عقب تلك الواقعة إلى القول إن تقرير اللجنة الدولية للتحقيق "انهار" و"سقط بالضربة القاضية"، ودفعت وهي تشعر بالحماس خمسة مسئولين بينهم ضباط إلى فيينا لكي يستجوبهم ميليس. فهل يا ترى سنندهش بسماع المزيد من المفاجآت في تلك القضية أم أن الأمر سقط في غمار صفقة بين الولايات المتحدة وفرنسا من جهة وسورية من جهة أخرى يتم بمقتضاها طي صفحة التحقيق وإغراقه في التفاصيل المملة مقابل ثمن ستدفعه دمشق وتكون ضحيته مقاومة لبنان وفصائل المعارضة الفلسطينية والرابح بكل تأكيد هي "إسرائيل" التي ظلت تراقب الأمر باهتمام كبير
إقرأ أيضا لـ "ابراهيم خالد"العدد 1181 - الثلثاء 29 نوفمبر 2005م الموافق 27 شوال 1426هـ