العدد 1181 - الثلثاء 29 نوفمبر 2005م الموافق 27 شوال 1426هـ

البحث العلمي ونظرة الطالب الجامعي

تحتل جامعة البحرين مكانة مرموقة لدى الجامعات الأخرى، لكونها صرحا علميا ضخما يواكب التقدم، والرغبة في احتواء الجديد. ونرى اليوم البحث العلمي في جامعة البحرين تحتويه عمادة البحث العلمي، لبث روح العمل المبتكر لمنتسبي الجامعة من أساتذة وطلبة على حد سواء. يأتي ذلك إيمانا من الجامعة بأهمية البحث العلمي في رقي الأمم. البحث العلمي شعار التميز في العمل، وثمرة إيجابية للجهد المبذول. ولكي نصل بالعلم إلى الطريق الصحيح لابد لنا من السير بخطى علمية مدروسة، توضع على أساس تحقيق الفائدة. ويلاحظ اليوم الرغبة الملحة لدى الجامعات بتدريس مقررات للبحث العلمي بشكل إلزامي تتناول موضوعات تصب في صلب الموضوع، منها: مناهج وأساليب البحث العلمي، وصفات الباحث العلمي. وذلك كله لإيصال الطلبة لترسيخ البحث العلمي في عقول الطلبة. ومن المعروف أن البحث العلمي لا يقتصر على اتجاه ولا تخصص معين، بل يحتوي من يستعين به من الطلبة بتخصصاتهم ومراحلهم المختلفة، وحتى الباحثين أنفسهم، والأساتذة. ومن هذا المنطلق نظمت عمادة شئون الطلبة بالتعاون مع عمادة البحث العلمي ندوة بعنوان "الطريق إلى التميز في كتابة البحث العلمي"، لتسليط الضوء على جوانب البحث العلمي من حيث الأهمية، والمناهج، وصفات الباحث العلمي. وكانت لنا لقاءات مع طلبة الجامعة لمعرفة مدى انتشار ثقافة البحث العلمي لديهم. يحدثنا الطالب علي العليوات فيقول: البحث العلمي هو عملية فكرية منظمة يقوم بها شخص يسمى "الباحث"، من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تسمى "موضوع البحث"، وذلك باتباع طريقة علمية منظمة تسمى "منهج البحث"، بغية الوصول إلى حلول ملائمة للعلاج أو إلى نتائج صالحة للتعميم على المشكلات المماثلة تسمى "نتائج البحث". وتبرز أهمية البحث العلمي أنه يسعى إلى تعويد الطالب على التنقيب عن الحـقائق واكتشاف آفاق جديدة من المعرفة والتعبير عن آرائه بحرية وصراحة. كما يعمد الأكاديميون إلى تكليف الطلبة بكتابة البحث العلمي من منطلق تعزيز وإثراء ما يتم دراسته داخل الفصول الدراسية، والسعي إلى صقل قدرات الطالب ومواهبه في المقررات الدراسية. وتضيف الطالبة هيا آل خليفة، قائلة: إنها مبادرة طيبة من جامعة البحرين أن تتبنى البحوث العلمية لأنها تشجع الباحثين وتؤكد أهمية البحوث ومكانتها، بالإضافة إلى اهتمام الجامعة بالعلم والعلماء، وحرصها على التزود بكل ما هو جديد في شتى المجالات العلمية إيمانا منها بأهمية البحوث العلمية ودورها في تطوير المجتمع. وتؤكد هيا، أهمية هذه الندوة في تشجيع الطلبة على عمل البحوث العلمية على أسس صحيحة ما يصقل مهارات الطلبة البحثية. كما التقينا الطالبة نرمين أسامة - تخصص الإعلام والعلاقات العامة، فتضيف قائلة: إن الدول المتقدمة تخصص نصيب وافر من الدخل القومي في خدمة البحث العلمي، وعلى رأس تلك الدول الولايات المتحدة الأميركية وهذا هو السبب في هجرة العقول لأميركا من محبي البحث العلمي، لإتمام بحوثهم في ظل مناخ يؤمن بقيمة العلم والبحث العلمي. وترى أن تنظيم تلك الندوات ينشط الحوار ويعمق الاتصال بالشعوب والحضارات. ويقول الطالب صادق الحلواجي عن مفهوم البحث العلمي: هو بحث في أحد المجالات والموضوعات القائمة على دلائل وأسس علمية تمكن الباحث من الوصول إلى النتيجة المستخلصة من البحث والمتابعة في أطراف وجوانب الموضوع الذي هو تحت المادة المبحوثة. وفيما يتعلق بأهمية البحث بالنسبة إلى الطالب الجامعي، يقول الحلواجي: هناك بحوث تتم من أجل الوصول إلى تحليل في موضوع معين ويستفيد الطالب منها في أداء ومتابعة دورسه أو المقررات الدراسية المتعلقة بنتيجة تحليل المادة أو نتيجة الموضوع. كما أن هناك بحوثا علمية يقوم بها الطالب تكمن أهميتها في أن يكون الطالب بعد القيام بعملية البحث ملما بجميع وسائل وآليات البحث العلمي المفصل القائم على طرائق البحث العلمية الصحيحة، أي تكون كتجربة لتصبح له خلفية عن كيفية ممارسة وعمل البحث العلمي. ويقول هيثم كمال، طالب بجامعة البحرين: البحث العلمي من وجهة نظري هو التوسع في موضوع ما بطريقة علمية من خلال تناول وجهات النظر التي كتبت في هذا الموضوع والرجوع الى المصادر العلمية، ومن ثم توجيه النقد له. بالنسبة إلى أهمية البحث فهو يوسع مدارك الطالب حول الموضوعات التي يتناولها خلال دراسته بجهوده الخاصة بالإضافة الى التعرف على معلومات غير متوافرة في المناهج الدراسية بخصوص الموضوع المتناول نظرا لصغر مدة الفصل الدراسي. ويرى كمال أن تكليف الأكاديميين للطلبة بالبحوث يولد دوافع المعرفة، فمن ناحية عملية عندما يبحث الطالب بنفسه حول موضوع ما تتركز المعلومات في ذاكرته ويفهمها ويتقنها بشكل أفضل من الطرائق التقليدية في التدريس. ومن خلال المتابعة المستمرة بين الطالب والأكاديمي والاطلاع على الأبحاث العلمية والنشرات الصادرة من جهات مختلفة، فإن الطالب يكتسب مهارات كتابة البحث. أرى ضرورة تخصيص منهج خاص بكيفية كتابة البحث العلمي بالجامعة. ويختتم كمال حديثه قائلا: إن البحث العلمي يولد المعرفة لدى الطلبة، والتوسع في اكتساب المعلومات حول موضوع معين من خلال النشر المتواصل للبحوث العلمية. وتوضح الطالبة ليلى القشعمي: أهمية كتابة البحث العلمي في أنها تجعل الطالب الجامعي يكسر الروتين المعتاد في طريقته لاستقصاء المعلومة والتي تعتمد في الغالب على مجرد التلقين من قبل أستاذ المقرر، لذلك نجد الكثير من الأكاديميين الذين يخصصون قسما من الدرجات للبحث العلمي لتشجيع الطلبة على البحث وجمع المعلومة من أكثر من مصدر، لما له من تأثير كبير في توسيع مدارك الطالب وثقافته. ولإنجاز البحث العلمي يحتاج الباحث إلى اتباع خطوات للحصول على النتيجة المرجوة، وغالبا ما يكتسبها الطالب من الممارسة أو دراسته في مقررات مناهج البحث في بعض تخصصات الجامعة. وتحدثت الطالبة عائشة مطر - كلية التربية - تخصص تكنولوجيا التعليم، عن البحث العلمي قائلة: إن البحث العلمي مهم جدا للطالب لإكمال مسيرته الجامعية إذ يمكنه من التعرف على معلومات لم يكن يعرفها من قبل، وينمي الجانب الفكري للطالب، وذلك بالتعرض إلى عدة وجهات نظر من قبل الباحثين.وأضافت مطر: تتلخص أهمية كتابة البحث العلمي في مساعدة الطالب على البحث بطريقة سليمة، وانتقاء المعلومات المناسبة التي تخدم البحث، بالإضافة إلى أنه يرسخ المعلومات في ذهن الطالب، إنه بمثابة تطبيق للجانب النظري. ويشاركنا إبراهيم فرحات طالب بجامعة البحرين، عن مفهوم البحث العلمي، فيقول: إنه أسلوب أو طريقة يستخدمها الطالب لحل مشكلة معينة أوقضية ما، أو معرفة أسباب خفية أو غامضة لموضوع ما، ومحاولة التعرف على جميع جوانبه وأبعاده وإيجاد الحلول المناسبة له. ويذكر عن أهمية البحث العلمي للطالب أنه يوسع عقله ومداركه، كما يجعله أكثراطلاعا ويفتح له عدة أبواب في مختلف المعلومات التي يسعى إليها. ويقدم سلمان حسين طالب في كلية إدارة الأعمال مفهومه للبحث العلمي ويقول: هو مجموعة من الرؤى والأفكار التي تتناول قضية أو ظاهرة معينة ويفترض في التحليل والطرح الموضوعية، ويكون على شكل معرفة مرتبة منظمة تستند إلى قواعد وأسس منطقية، ويكون له محصلة نهائية هي المغزى من إنشاء البحث. ومن هنا استشعرنا ثقافة البحث العلمي، ومدى انتشارها بين الطلبة، وإدراكهم لأهميتها في العملية التعليمية. فواقع البحث العلمي يحيط بطلبة العلم في كل مكان، وفي مختلف مراحله. ولدفع عجلة البحث العلمي خصصت الجامعة جوائز للبحوث العلمية المتميزة. كما سيتم طرح مقررات البحث العلمي، وتدرس بشكل إلزامي في جامعة البحرين، ولجميع التخصصات. وحتى لا يهدر الجهد المبذول للوصول إلى النتائج. لابد من اتباع مناهج مدروسة للبحث العلمي. فالبحث العلمي ركيزة جوانب الحياة في وضع المناهج، وإقامة المشروعات، وتدعيم الحقائق التي بها يتم ترتيب الأولويات

العدد 1181 - الثلثاء 29 نوفمبر 2005م الموافق 27 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً