تسببت مناوشات بين شباب تجمعوا وسط العاصمة مساء أمس وقوات الامن في سد منافذ واختناق مروري حاد بدأ من الساعة السابعة مساء، بينما شوهدت سيارات الاسعاف مع تواجد مكثف لرجال الأمن الذين أطلقوا الغازات المسيلة للدموع لتفريق مجموعة من الشباب الذين قذفوا قوات الأمن بالحجارة وأحرقوا حاويات القمامة، وتحولت المنطقة من باب البحرين الى فريق المخارقة الى ساحة مواجهات. وسيطرت قوات الامن على الموقف الساعة العاشرة مساء. بدأت المواجهات مساء أمس الساعة السابعة مساء عندما تجمع نحو مئتي شخص من العاطلين وأنصارهم في جامع الخواجة في فريق المخارقة في المنامة. ومن ثم تحرك الشباب نحو مستشفى الارسالية الاميركية ومن ثم نحو قلعة وزارة الداخلية، الا ان قوات الامن منعتهم من الاقتراب الى محيط القلعة، ما أدى الى تراجعهم الى شارع الشيخ عبد الله وسوق الذهب القديم، حيث حدثت المناوشات بالقرب من مأتم الصفافير وحسينية القصاب. وواصلت مجموعة من الشباب في قذف الحجارة على قوات الأمن وحرق حاويات القمامة، بينما كانت الغازات المسيلة للدموع تستخدم لتفريق الشباب. وفي موازاة ذلك، سارعت قوات الأمن الى غلق جميع المنافذ المؤدية الى موقع الحدث، بما في ذلك عزل مبنى دار الحكومة وباب البحرين. وشوهدت مروحية حلقت على ارتفاع منخفض. وكانت هناك تحركات قد بدأت منذ الصباح الباكر لتحشيد أكبر عدد من الشباب للمشاركة في تظاهرات ضد الحكومة تطالب بحل مشكلة البطالة وفتح التوظيف في القطاع الحكومي للجميع، وتخلل ذلك إلقاء خطب حماسية أستخدمت لغة تصعيدية باتجاه التصادم مع السلطة. الى ذلك قال مصدر دبلوماسي غربي، كان قريبا مما حدث مساء أمس، لـ "الوسط": ان ماجرى "يجب ألا يخرج من إطاره، فالشركات العالمية لا تهرب من البلدان التي تحدث فيها مثل هذه الامور مادامت هناك عملية سياسية تسير نحو الإصلاح وتستطيع ان تحتوي مظاهر العنف من دون ان تقمع حرية الرأي". وقال المصدر "ان البحرين ستحتضن مؤتمرا أمنيا مهما خلال اليومين المقبلين، كما انها احتضنت الكثير من الفعاليات التي تؤكد ان البحرين تسير في الاتجاه الصحيح، وان المراقبين الدوليين يشهدون بتحسن حرية التعبير عن الرأي في البحرين، كما يرفضون اي لجوء لأعمال عنف أو تخريب"، مؤكدا "ثقة الاوساط الدبلوماسية بحكمة القيادة السياسية البحرينية التي أعلنت انها ماضية في طريق الإصلاح، وانها بصدد تشريع قانون لمساعدة العاطلين عن العمل ماليا، كما هو الحال في البلدان المتقدمة، بالاضافة الى المساعي الحثيثة لاجتذاب أكبر عدد ممكن من القوى الفاعلة نحو العملية السياسية السلمية". الى ذلك، أشار ناشط سياسي الى ان "التحركات الشبابية ترجع جذورها الى أكثر من الحادثة التي تطرق اليها المتظاهرون بشأن ما جرى لأحد المواطنين أمس الأول، وان عددا من المتصدين لمهمة التصعيد مع السلطة قد نشطوا بشكل ملحوظ منذ 11 الشهر الجاري عندما أعلن منشقون عن جمعية الوفاق تأسيسهم حركة جماهيرية أطلقوا عليها اسم "حركة حق" وانضم اليهم عدد من الذين يشاركونهم في الخطاب السياسي التصعيدي ضد الحكومة". وقال "اعتمد مؤسسو هذا النشاط على تحريك الشباب ميدانيا في القرى للمطالبة بوظائف ومنع التمييز وعدد من المطالب الأخرى التي يتم رفعها للتحشيد الجماهيري، وهم بذلك يسعون إلى طرح توجه معاكس للمشاركة أو القبول بالدخول في العملية السياسية". وأكد ناشطون آخرون "ان هذا التجمع غير متجانس، بدليل ان بعضهم يتحدث عن سعيه للدخول في الانتخابات، بينما يطالب آخرون بتصعيد الموقف واحراج الحكومة باستخدام مختلف الاساليب المتاحة". كما ان الملاحظ على هذا التحرك "انه لا يزال يبحث عن غطاء من علماء الدين، ولكن هذا الغطاء ليس متوافرا حاليا، ولذلك فإن اللغة تنصب على موضوعات حقوقية ولكنها تتجه نحو تأزيم العلاقة بين السلطة والاطراف السياسية المعارضة، وبذلك بهدف احراج الحكومة من جانب والمعارضة التي قد تتخذ قرار المشاركة في الانتحابات النيابية المقبلة من جانب آخر".

طالبوا بالتحقيق في ما أسموه "فضيحة جنسية"... والداخلية تنفي

مئات العاطلين يتظاهرون في "المنامة" و"العلمائي" متوجس

المنامة-حيدر محمد، مالك المرخي

تظاهر مئات من العاطلين عن العمل "مع مناصريهم" في المنامة صباحا ومساء في قلب الحي القديم في العاصمة المنامة يوم أمس مطالبين بحل مشكلة البطالة، والتوظيف في القطاع الحكومي، ومطالبين أيضا بالتحقيق في ما أسموه بـ "فضيحة جنسية" تتعلق بحسب ما أعلنوه في المسيرة بـ "الاعتداء الجسدي والجنسي على أحد العاطلين قبل أيام" الأمر الذي نفته وزارة الداخلية جملة وتفصيلا، وذلك على لسان الضابط عيسى القطان الذي تحدث مع ممثلين عن المتظاهرين. وفي المساء أغلقت منافذ وسط العاصمة بعد اندلاع أعمال "مخلة بالأمن" وتسبب ذلك في اختناق مروري حاد، بينما شوهدت طائرة مروحية تحلق على مستوى منخفض مع عدد من سيارات الاسعاف والشرطة التي كانت في حال طوارئ. ففي الصباح تجمع العاطلون أمام مبنى وزارة الداخلية "القلعة"، وفي المساء عاود العاطلون اعتصامهم، وجابوا شوارع المنامة وطرقاتها، واصطدمت قوات الأمن بالمتظاهرين أمام مأتم الصفافير "قرب مستشفى الإرسالية الأميركية". وتجددت التصادمات بالقرب من حسينية القصاب، وقامت قوات الأمن باستخدام الغازات المسيلة للدموع وقوبلت بحركة عنف من بعض المتظاهرين، الذين تم اعتقال عدد منهم، فيما ماصرح مصدر رسمي ان المعتقلين عددهم اربعة. وأسفرت المصادمات عن اختناقات في صفوف الأهالي، ونقل جريح إلى مجمع السلمانية الطبي. وأغلقت المحال التجارية في السوق القديم في المنامة أبوابها منذ ساعات مبكرة من المساء، وعبر الكثير من الأهالي عن استيائهم مما جرى. وقد انطلقت المسيرة الصباحية من أمام مبنى القلعة، مرورا بباب البحرين، لتنتهي عند نقطة الانطلاق. ولوحظ ان محلات سوق المنامة أغلقت أبوابها أثناء مرور المسيرة، إذ كان بعض الآسيويين مرعوبين من المسيرة التي جابت شوارع المنامة المكتظة بالمحال التجارية التي يعمل في غالبيتها آسيويون. إلى ذلك، امتنع المجلس الإسلامي العلمائي الذي يرأسه الشيخ عيسى أحمد قاسم عن التعليق، إذ قال عضو الهيئة المركزية للمجلس الإسلامي العلمائي الشيخ محمد صنقور: "ان المجلس يراقب ما يجري عن كثب وهو متوجس مما يجري"، مشيرا إلى أن المجلس "يعتذر عن التعليق على هذه المسألة في الوقت الحالي، كما أنه لا يمكن بيان سبب هذا الاعتذار". من جانب آخر، طالبت جمعية العمل الوطني الديمقراطي "وعد" الحكومة بتشكيل لجنة تحقيق في مزاعم "الاعتداء على مواطن". ولوحظ قبيل تظاهرة المنامة وجود أمني كثيف بالقرب من وزارة العمل في مدينة عيسى، إذ تجمع المتظاهرون هناك حوالي الساعة الثامنة صباحا قبل انتقالهم إلى المنامة، التي كانت خالية من الوجود الأمني. وفيما يخص الحوار الذي جرى بين المعتصمين والضابط عيسى القطان بشأن ما قيل انه "اعتداء جسدي وجنسي على أحد العاطلين" بين القطان أن "وزارة الداخلية والوزير لا يقبلان بهذا الاعتداء وإذا كان ذلك صحيحا فسنقتص من الجاني". وقال القطان لـ "الوسط" أنه "لا يوجد بلاغ أو شكوى بشأن هذا الموضوع، وإن وجدت الشكوى فسنتخذ الإجراءات اللازمة من معاينة المكان الذي تم فيه الاعتداء إلى إجراءات المختبر الجنائي والطبيب الشرعي". ونفى توجيه "الداخلية" أي تهديدات للعاطلين. واشيع نبأ اعتقال "المعتدى" عليه وأحد المعتصمين اللذين توجها إلى أمن الوسطى لتقديم بلاغ عن الاعتقال إلا ان مدير إدارة أمن المنطقة الوسطى عبدالعزيز حمد البنعلي نفى "أن تكون إدارته اعتقلت أي شخص على خلفية اعتصام العاطلين"، موضحا "أن شخصين قدما بلاغا إلى الإدارة، وأن الإدارة قامت بكل الإجراءات وقدمت لهما التسهيلات اللازمة حتى لا يضطرا إلى الذهاب إلى النيابة العامة، وأنهت كل الإجراءات في الوقت نفسه وأن الرائد عادل المهزع أبلغه أن مقدمي البلاغ أثنيا على حسن تعامل الإدارة معهما". من جهته، أكد أحد مقدمي البلاغ لـ "الوسط" ما ورد على لسان مدير إدارة أمن المنطقة الوسطى بأنه "لم يتم اعتقالهما أبدا بل طلب منهما تقديم بلاغ للإدارة عن تعرض أحد أعضاء لجنة العاطلين لاعتداء، وانهما قدما البلاغ وخرجا على الفور من المركز". هذا وأصدرت الجمعية البحرينية لحقوق الانسان بيانا قالت فيه انها تابعت "ماتعرض له المواطن م. ع "..." بتاريخ 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2005 حيث تم اختطافه وتعريضه لاعتداء "..." بسبب نشاطه السلمي ضمن حركة العاطلين عن العمل". وقالت الجمعية "ان هذا الحادث المدان من كل فئات المجتمع البحريني ومارافقه من ملابسات يعكس تناقضا واضحا مع منطلقات المشروع الاصلاحي المرتكز على كرامة المواطن ويدل دلالة واضحة على وجود ترسبات من فترة قانون أمن الدولة".

"الداخلية": لن نسمح بأي تجاوزات للقانون أو إخلال بالأمن ونستنكر استغلال الأطفال في المسيرات

صرح مصدر أمني مسئول بأن القائمين على ما تسمى بلجنة العاطلين عن العمل قاموا صباح أمس الثلثاء بتنظيم تجمع امام معهد البحرين للتدريب بمدينة عيسى ولما ابلغهم رجال الشرطة بأن التجمع غير قانوني لعدم الاخطار المسبق عنه وطلبوا منهم فض التجمع رفضوا في بادئ الأمر ثم انصرفوا واثناء ذلك ادعى احد المشاركين في التجمع انه تعرض لاعتداء في اليوم السابق من اشخاص مجهولين يشتبه في تبعيتهم لأحد الأجهزة الامنية ولما طلبت منهم الشرطة التفرق قاموا بالخروج في مسيرة باتجاه منطقة باب البحرين ثم تفرقوا. وقال مصدر إن الشخص الذي ادعى وقوع الاعتداء عليه قام بناء على طلب رجال الشرطة بالتوجه إلى مدير الشرطة المختصة وبسؤاله ادعى في بلاغه أنه في يوم الاثنين 28 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري حضر إلى مسكنه بعض الاشخاص الملثمين وقاموا باقتياده إلى منطقة غير مأ