افتتحت أمس "وتستمر أعمالها اليوم أيضا" في فندق "كراون بلازا" في المنطقة الدبلوماسية ندوة، هي الأولى من نوعها، عن "الشيخ ميثم البحراني" الذي عاش قبل أكثر من سبعة قرون. الندوة نظمتها وزارة الشئون الإسلامية بالتعاون مع رابطة الثقافة الإيرانية، وذلك في واحدة من البرامج التي اتفق عليها الطرفان لتفعيل اتفاق للتعاون الثقافي بين البحرين وإيران. وقد اختيرت شخصية "الشيخ ميثم البحراني" لإقامة أول فعالية ثقافية مشتركة نظرا إلى الدور الذي لعبه الشيخ ميثم على الساحة الثقافية الإسلامية في تلك الفترة الحرجة. نائب رئيس الوزراء وزير الشئون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة أعطى نبذة عن الفترة التاريخية المعقدة التي عاشها الشيخ ميثم، الذي ولد في فترة أفول الدولة العيونية، مشيرا إلى أن حاكم شيراز آنذاك "أبوبكر سعد بن زنكي" قد استولى على البحرين "أوال" وانتزعها من العيونيين الذين تفكك حكمهم عن الاحساء والقطيف وأوال "البحرين حاليا". الدولة الزنكية "ويطلق علي أصحابها الأتابكة" حكمت بصورة مباشرة وغير مباشرة جزر أوال نحو 70 عاما بدءا من 1238م. وقد نجا الأتابكة من الغزو المغولي لأن حاكم شيراز أرسل بالهدايا إلى القائد المغولي هولاكو، وهذه الفترة كانت مضطربة جدا. وعلى هذا الأساس، فإن ما ورد عن أحد اساتذة الشيخ ميثم "الشيخ علي بن سليمان البحراني" من وصف للحكام في تلك الفترة انما كان يعني الدولة الزنكية، اذ كتب يقول "إلى الله نشتكي أننا بمنازل تحكم في اسيادهم كلاب". الشيخ عبدالله أشار إلى الدور الرائد الذي لعبه الشيخ ميثم عندما أوضح أن شرح نهج البلاغة "عدة اجزاء" كان يهدف أساسا إلى هداية حكام الدولة المغولية الذين غزو البلاد الإسلامية ودمروا الخلافة العباسية في 1258م. المفكر البحريني محمد جابر الانصاري طرح نهجا جديدا في النظر إلى الشيخ ميثم البحراني، إذ اعتبره جزءا من "سلسلة ذهبية ثقافية بحرينية" تمتد من طرفة بن العبد "من قرية دار كليب وتوفي قبل الاسلام في العام 564 م" إلى الشيخ ميثم البحراني إلى الشاعر أبوجعفر الخطي إلى الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة إلى المفكرين المعاصرين. كما أشار الانصاري إلى أن الشيخ ميثم اثبت أن المسلم بإمكانه الانفتاح على الفلسفة من دون خوف، بل واستخدام العلوم الإنسانية لدعم العقيدة الإسلامية. والشيخ ميثم له أسلوب مميز، إذ يشرح وجهة نظره ويطرح وجهات نظر الأشاعرة والمعتزلة وغيرهم من دون تجريح، تاركا الخيار لعقل من يقرأ كتبه. الأنصاري أشار أيضا إلى أن الشيخ ميثم وقف ضد "الغلو" وقد أدان القرامطة معتبرا ما قاموا به أثناء سيطرتهم على البحرين تشويها للإسلام. رئيس رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشيخ محمود محمدي عراقي اعتبر شخصية الشيخ ميثم جامعة لخصال بإمكانها جمع كلمة المسلمين، واقترح إنشاء مكتبة ثقافية عامة من خلال توسيع جامع الشيخ ميثم الواقع قرب الماحوز على الطريق إلى أم الحصم. لاشك أن انعقاد أول مؤتمر يحظى بالدعم الرسمي للشيخ ميثم البحراني يعتبر خطوة رائدة للانفتاح على تاريخ البحرين والاغتراف من جوانبه الايجابية، والتصالح مع جوانبه الخلافية، والانطلاق نحو مستقبل تسنده "سلسلة ثقافية ذهبية". واذا كان هناك من انتقاد يوجه للمنظمين فهو انهم لم يعلنوا عن الفعالية إلا في وقت متأخر جدا، وقد بدا ذلك واضحا على من حضر صباح أمس، اذ قال عدد غير قليل منهم انهم سمعوا عن المؤتمر قبل يوم أو يومين، وغاب كثير من المفترض تواجدهم في مثل هذه الفعالية، سواء كانوا من الاكاديميين او المهتمين بالتراث والثقافة والتاريخ. كما إن بعض ممن يفترض ان الفعالية تهمهم شاركوا في الجلسة الأولى واختفوا عن الجلسات الاخرى التي استمرت حتى المساء، وربما يختفون عن كل الفعالية اليوم أيضا
إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"العدد 1180 - الإثنين 28 نوفمبر 2005م الموافق 26 شوال 1426هـ