يكمل مستشار وزيرة الخارجية الأميركية الخاص لشئون الخليج وجنوب غرب آسيا دينيس روس رحلته الأولى إلى المنطقة الخليجية بعد تعيينه في هذا المنصب الجديد، وهو منصب أعلن عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، ويأتي ضمن خطته لفتح حوار مباشر وعلني مع إيران، بدلا من الحوارات السرية التي كانت تُجرى في الأعوام الماضية وتنتهي بمزيد من العداء بين الطرفين.
ولأن الدول العربية الصديقة أبدت تخوفها من أن التقارب المحتمل بين واشنطن وطهران قد يؤثر على مستوى العلاقات الاستراتيجية القائمة حاليا مع أميركا، فإن الإدارة الأميركية خصصت أولى الرحلات المكوكية إلى المنطقة لتبديد هذه المخاوف وتأكيد قوة واستمرار العلاقات وسبل دعم تعزيز التعاون القائم.
إذ نوهت وزارة الخارجية الأميركية مطلع الأسبوع الماضي إلى أن روس لن يلتقي بمسئولين إيرانيين خلال زيارته الأولى إلى المنطقة التي استهلها بزيارة السعودية ثم الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والبحرين، ومن ثم قطر ومصر، وذلك لتأكيد التزام الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون باستمرار المشاورات مع حلفاء وأصدقاء واشنطن.
يبقى أن قرار أوباما وُصِفَ بالخطوة الشجاعة من قبل المراقبين الذين وجدوا أن إصراره على المضي قدما عبر الاتصالات العلنية (المستقبلية) مع إيران بدلا من الاتصالات غير المعلنة التي كانت تتم من خلال أجهزة سرية هو قرار يعبر عن سياسة مغايرة عما كان متداولا في السنوات الماضية بل إن إرسال مبعوثه للمنطقة لشرح السياسة الجديدة يعبر عن روح جديدة في التشاور والتفاهم من قبل إدارة أوباما، وذلك بدلا من سياسة اللف والدوران السابقة.
ويبدو بحسب التقارير الصحافية، أن أميركا مستعدة للاعتراف بدور إيراني في العراق وأفغانستان، ولكن هناك مخاوف من أن يمتد هذا الدور إلى مناطق أخرى وملفات استراتيجية تكون فيها إيران طرفا أقوى من الدول الأخرى.
إن رحلة دينيس روس ربما هي رحلة لتهدئة الخواطر، ولكنها بلا شك رحلة تفتح المنطقة على صفحة جديدة من الدبلوماسية التي لم نألفها
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2431 - السبت 02 مايو 2009م الموافق 07 جمادى الأولى 1430هـ