العدد 1179 - الأحد 27 نوفمبر 2005م الموافق 25 شوال 1426هـ

سياحة الـ (...) تفشل؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

إن منطق ثقافة (أعزكم الله) سياحة الدعارة وأسلوب إجبارنا على مسايرتها في بلد مُحافظ مثل البحرين، مازال يحتفظ بالنزر اليسير من عادات وتقاليد مُحترمة وأطباع حسنة موروثة عن آبائنا وأجدادنا، وعلى رغم البيئة المتسخة حوالينا من انتشار لهذه السمة في البلد كانتشار النار في الهشيم إلى الدعارة التي أصبحت مُنظمة بطبيعة الحال!

إذ يحميها القانون إن استطعنا اصطلاحها كونها مُرخصة عن طريق سهولة الاشتراطات في الشقق المفروشة مثلا والتراخيص الرسمية للصالات والحانات والمراقص، حتى أنها تمادت إلى أبعد الحدود وصارت جزءا من حياتنا للأسف والتي يجب أن نندمج ونتفاعل معها! هذا إن شئنا... وإن لم نشأ فعلينا بذل قُصارى جهودنا التي مهما كبرت فهي تبقى متواضعة لحماية أبنائنا من الانزلاق في هذه المنحدرات، على رغم اختلافها وتعدد أشكالها، فأصبح جزء كبير من شبابنا وشاباتنا أيضا ولانعدام البرامج الشبابية للجنسين والموصوفة بالشحة والفقر يرى الانخراط والدوام في هذه الحانات أو المقاهي (السوبر) أفضل طريقة لتمضية وقته (الثمين) الضائع أصلاً! ولكم في زيارة بعض هذه الحانات حتى في أيام الأسبوع العادية خير دليل، فلن ترى غير شبابنا وقود وأمل المستقبل زبائن دائمين هناك!

فالأفواج السياحية العرمرمية التي تزور البحرين والتي تغص منها مطاراتنا وحدودنا من كل جهة وعلى مدار العام من جنسيات عربية وأخرى أجنبية (محددة) لا تتغير على رغم فقر مقوماتنا السياحية الحقيقية في البحرين التي من المفروض أنها تقوم باستقطاب السياح من كل حدب وصوب، بل ترى ضعف التسويق السياحي للبحرين في الخارج، وكل ما نملك من مقومات والتي لا تتعدى بيت القرآن ومحمية العرين وشجرة الحياة، والتي يمكن للسائح (الحقيقي) أن يزورها في يوم واحد ولا يحتاج إلى أن يبقى في البلد لثلاثة أشهر وزيادة ولربما يعجبه الوضع ويطول المدة ليكون من جملة (دًّمْ سُّفٌّ) فتراهم متناثرون في الشوارع الخلفية للمعارض والعدلية، يمارسون استثماراتهم البدنية في البحرين لكثر انتشار الخيارات المطروحة... فإن لم يعجبهم حانة (بار) فالمرقص العربي بانتظارهم، وإن لم يعجبهم فالمرقص الإنجليزي في الفندق نفسه فاتح ذراعيه لاستقبالهم، وإن لم يعجبها لا هذا ولا ذاك فالمطاعم الخمس نجوم توفر خدمات الغرف (المغلقة) وغير المقاهي السوبر التي تطعّم مقاهيها بتلك الحوريات أملا في استقطاب الشباب الأعمى سواء البحرينيون منهم أو الخليجيون وما أكثرهم نهاية كل أسبوع... فالحسبة هنا ضايعة والطاسة مقلوبة! ولا ننسى خدمات (الطابق السابع) في الكثير من الفنادق التي تكتظ بها جزيرتنا الصغيرة!

طبعا هذه الخيارات الرسمية المطروحة لأصحاب الهوى كعمل رسمي حاصلين على أساسها على التأشيرات والاقامات المطلوبة والتي يتطلب العمل فيها ثماني ساعات لا أكثر ولا أقل إبراء للحق والذمة! ولكن يبقى هناك عمل إضافي آخر في المجال نفسه... هي الشقق المفروشة التي صارت البحرين تغص بها في العدلية والمعارض والجفير وغيرها من المناطق التي يتسم بعضها بالهدوء لممارسة هوايات واهتمامات متشابهة محببة للرواد الذين يعرفون طريقهم من جسر الملك فهد أو المطار إلى هذه الشقة المجهزة نهاية كل أسبوع بما لذ وطاب من مأكل ومشرب ومن مختلف الألوان والأجناس!

إن انفتاح السوق على مصراعيها لهذه الأنواع من الاستثمارات التي تسود وجوهنا أمام أشقائنا الخليجيين الذين أصبح (بعضهم) يأتي للبحرين خلسة لزيارة أصحابه تجنبا لاتهامه بما لا يليق به... لا لشيء بقدر ما للبلد التي سيتجه لها من سمعة سياحية سيئة... فهل من حلول (جادة) يتم تداولها عند كبار المسئولين للخروج من وحل هذه النوعيات الخربة من السياحة الناقص

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1179 - الأحد 27 نوفمبر 2005م الموافق 25 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً