العدد 1179 - الأحد 27 نوفمبر 2005م الموافق 25 شوال 1426هـ

"الائتلاف الشعبي من أجل الأرض"

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

"الأرض تقاتل مع أهلها" عبارة تعني بالدرجة الأساس: القتال بالرماح والسنان من أجل الحفاظ على الأرض ضد المعتدين؛ أيا كان هؤلاء المعتدون، من أهل الوطن أم من المحتلين الخارجيين فالمحصلة واحدة: نهب الثروات والخيرات وحجبها عن الناس. الأراضي المنهوبة والموهوبة بمثابة خنجر غائر في جسد الوطن المثخن أصلا بالجروح؛ جروح الفقر والبطالة وأزمة السكن والرواتب المتدنية في قبال غلاء المعيشة والقبلية والعشائرية والطائفية، والتجنيس غير القانوني وغير الأخلاقي البتة، والفساد الفاضح... وغيرها من انتهاكات سافرة لأبسط حقوق الإنسان في تمتعه بخيرات بلاده. جسد الوطن المثخن بهذه الجروح، وهموم المواطن الذي لم يتمكن من الحصول على سكن ملائم يأويه وأولاده جراء تمزيق أوصال الوطن وأراضيه: برية ومياها مغمورة وجزرا بكاملها يتم الاستئثار بها في أيدي قلة من البشر، للدرجة التي يفوق حجم "بعض هذه الجزر" جزيرة المحرق، والأخيرة يقطنها أكثر من 100 ألف نسمة! مسألة عدالة توزيع الثروات، ومنها الأراضي التي تعتبر ثروة وطنية، بدأت تتفاقم يوما بعد يوم، على رغم رفع شعارات الحكم الصالح أو الرشيد، وبصورة متكررة على المستويين الرسمي والشعبي. عقدت الندوات والمؤتمرات برعاية المؤسسات الرسمية الحاكمة من أجل الحديث عن الحكم الرشيد. على رغم أنها "أي الحكومات العربية" هي أس البلاء وسببه، وواقع الدول العربية بعيد عن الرشد والصلاح! إذا، ما هو المطلوب من مختلف الأطراف المهتمة بتوزيع الثروات بشكل عادل؟ بروس مور، هو منسق التحالف الشعبي للقضاء على الجوع والفقر، والتحالف الشعبي هو نتاج المؤتمر الدولي بشأن الجوع والفقر الذي أقامه الصندوق الدولي للتنمية الزراعية، "إيفاد"، المنعقد في بروكسل في .1995 بروس مور حدد أهداف التحالف الشعبي وطريقة عمله، بقوله: "تأسس التحالف الشعبي على أساس تحليل شامل للقضايا التي تحتاج إلى إجراء سريع ومجموعة السياسات التي تحتاج إلى الاهتمام". وعن التعاون والائتلاف يرى مور أن إمكان الحصول على الأراضي بسبب المصاعب السياسية أو مقاومة ذوي المصالح القوية، تحتاج إلى طرق جديدة للتعاون بين المنظمات الدولية للتنمية ووكالات الأمم المتحدة والمؤسسات المالية الدولية والوكالات المتبرعة والحكومات والأهالي أنفسهم "المجتمع المدني". في البحرين، أعتقد أن العمل المناسب في هذا الوقت تحديدا، عقد تحالف أو ائتلاف شعبي من أجل الأرض، على غرار ما يجري في بعض الدول من أجل استعادة الأراضي المنهوبة والموهوبة، وحصر إدارة السواحل العامة في أيدي المجالس البلدية المنتخبة، وكذلك قبل "ابتلاع" الباقي من فتات هذه الثروة العزيزة على قلوب الناس. لعل أحد أسس النجاح لهذا "الائتلاف الشعبي من أجل الأراضي" أن تكون الدعوة إلى الانضمام إليه مفتوحة للجميع، وضمان قدر المساواة نفسه للجميع، ومن كل بحسب طاقته وإنتاجه. وأن يكون "الائتلاف الشعبي" قائما على المعلومة الصحيحة والتنظيم الدقيق. وجميع هذه الشروط؛ إضافة إلى أن الشروط العامة لنجاح أي عمل سياسي/ اجتماعي تعبوي، متوافرة في المجتمع البحريني؛ وخصوصا إذا تم مزاوجة ما لدى رئيس "وعد" إبراهيم شريف السيد من معلومات قيمة، مع ما لدى "المنبر الإسلامي" أو "الأصالة" أو "الوفاق" من قواعد جماهيرية. مسألة مقاومة التوزيع غير العادل للأراضي؛ الأراضي المنهوبة والموهوبة بحاجة إلى خريطة طريق شعبية يتم تحديد إطارها العام من قبل ممثلي القوى السياسية والاجتماعية والناشطين في البلاد... ونأمل أن تتم الاستجابة إلى ما دعا إليه الأخ ناصر بن الشيخ عبدالله الفضالة في هذا الشأن. وكما قال الفضالة: فإن الدعوة مفتوحة للجمي

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1179 - الأحد 27 نوفمبر 2005م الموافق 25 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً