العدد 1178 - السبت 26 نوفمبر 2005م الموافق 24 شوال 1426هـ

بنايات الأشباح

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

أول ما يلاحظه القادم من مطار البحرين الدولي في جزيرة المحرق باتجاه العاصمة (مدينة المنامة) عبر جسر الشيخ عيسى بن سلمان وسالك شارع الملك فيصل وحتى ضاحية السيف (سواء كان مواطناً أو ضيفاً للبلاد) هو هذه البنايات الجديدة الكبيرة والمرتفعة جداً... بعضها تابعة لفنادق (على اليسار) وبعضها للمرفأ المالي (على اليمين) والبعض الآخر في ضاحية السيف.

هذه البنايات الكبيرة جداً والمرتفعة جداً جداً تعطي المملكة نظرة جمالية رائعة وفخامة ما بعدها فخامة... ولكن من المفترض أيضاً أن تكون ذات فائدة كبيرة للدولة والمجتمع... ولابد من الاستفادة القصوى من هذا العمران الكبير حتى يعم خيره الجميع.

استفادة الدولة من هذه البنايات الفندقية والأبراج المكتبية والسكنية تأتي من خلال إشغالها بالكثير من ضيوف المملكة الزوار والكثير من مكاتب الشركات الكبيرة والمتوسطة.

واستفادة المجتمع البحريني تأتي من خلال استفادة التجار والمواطنين... التجار الذين ساهموا بأموالهم لأجل إقامة هذه الأبراج والبنايات، والتجار الذين ساهموا بشركاتهم لاشغال المكاتب في هذه البنايات سيكون لهم مردود طيب من الحركة التجارية الضخمة والتسهيلات في المواصلات والاتصالات لمواقع هذه البنايات... كما وأن المواطنين البحرينيين سيكون لهم نصيب الأسد في الاستفادة من هذه البنايات وهذا العمران الكبير.

المواطنون البحرينيون سيكون لهم الكثير من الفائدة المستقبلية من ناحية الزيادة في فرص العمل في الفنادق والمنتجعات والشركات التي ستكبر مساحاتها وبالتالي يكون هذا سبباً في خفض نسبة البطالة في الدولة، وأيضاً أصحاب التاكسي والمواصلات الأخرى سيستفيدون الكثير من هذا العمران المطرد في النمو والذي يقابله نمو في عدد الضيوف المحتاجين للمواصلات.

الذي ذكرناه سابقاً هو نوعية الاستفادة من هذه البنايات والأبراج الضخمة التي تقام حالياً في قلب العاصمة وعلى طرفي شارع الملك فيصل، ولكن حتى نحقق هذه الاستفادة يوجد هناك الكثير من الشروط والتي تستلزم إتباعها وعدم الحياد عنها (لا يمين ولايسار)... وهذه الشروط بعضها سهل التنفيذ ولكن بعضها الآخر صعب ويحتاج إلى قدر ليس قليلاً من ضبط النفس أحياناً والصرامة أحياناً أخرى.

الواجب يحتم على الحكومة أن تحمي استثماراتها مرة وأن تحمي استثمارات الآخرين ألف مرة، فإذا أرادت الحكومة أن تكون لها الاستفادة القصوى من مشروعات العمران هذه فعليها أن توفر الحماية لجميع المشروعات التجارية والتي ستقام في هذه المنطقة، وتبعد عنها الأذى أياً كانت نوعيته، وتجعل منها أسواقاً ومقاه ومسارح آمنة ليلاً ونهاراً ولها مداخل ومخارج سهلة، بعكس المنطقة الدبلوماسية التي يصعب الوصول إليها في النهار من الازدحام والتخطيط السيء ثم تتحول إلى مدينة أشباح في الليل.

والمواطنون الكرام إذا هم أرادوا أن يستفيد أصحاب التاكسيات وسيارات النقل ويستفيد العاطلون عن العمل بتوفير فرص أكبر لهم ويستفيد أصحاب الشركات المتوسطة والصغيرة والتي تخدم الشركات الكبيرة والتي ستكون موجودة في هذه المناطق فالواجب يحتم عليهم بأن يتحلوا بقدر ليس قليلاً من ضبط النفس

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1178 - السبت 26 نوفمبر 2005م الموافق 24 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً