خرجت أفواج كبيرة من أنصار المعارضة الآذرية تطالب بتنحي الرئيس الهام علييف عن سدة الرئاسة وإعادة الانتخابات البرلمانية التي أظهرت فوز الحزب الحاكم "آذربيجان الجديدة" في الاستحقاق التشريعي الأخير، ولكن المشهد الذي طغى على صورة تلك التظاهرات هو اللون البرتقالي الذي اكتسح ساحة الحرية في العاصمة باكو تيمنا بالثورة البرتقالية في أوكرانيا. التظاهرات تكررت أكثر من مرة وكل مرة تخرج فيها تزداد سخونة واتساعا في أعداد المحتجين على رئاسة علييف والتي تزامنت مع الانتقادات الأميركية على ضرورة إعادة الانتخابات لما وقع عليها من لبس وتزييف وتزوير. الرئيس قبيل الانتخابات حذر من أن تكرار الثورات الملونة على غرار الوردية في جورجيا والبرتقالية في أوكرانيا والسوسن في قرغيزستان لن تكون موجودة في رحم وارض أذربيجان تلك الدولة المسلمة الواقعة في آسيا الوسطى و يبلغ عدد سكانها 8 ملايين نسمة ويستشري فيها الفساد، إلا أن أحد قادة المعارضة ويدعى علي كريمي قال إن على الحكومة أن "تقبل بإرادة الشعب" وتعيد إجراء الانتخابات وإلا فإنها ستواجه طلب "تغيير النظام". في ظل تفشي الفساد في الحكومة الحالية في أذربيجان ووسط اتهامات متزايدة من المعارضة التي تطالب باستقالة علييف، يخشى الغرب من تربع المعارضة على منصب القيادة خوفا من تأثيرها السلبي على أسواق النفط لما تمثله أذربيجان من منطقة استراتيجية خصوصا مع توقع أن يبدأ خط الأنابيب في ضخ النفط إلى الأسواق العالمية ابتداء من العام المقبل، في حين يأمل الناخبون رؤية انتعاش اقتصادي كبير من صادرات النفط عبر خط الأنابيب الجديد. يا ترى هل ستغدو أذربيجان الدولة السوفياتية الرابعة التي تنخرط تحت عباءة أميركية على غرار أسلافها في أوكرانيا بزعامة الحليف الغربي فيكتور يوشينكو وجورجيا ميخائيل ساكاشفيلي وأخيرا قرغيزيا، فلننتظر ونشهد الحوادث المقبلة