العدد 1178 - السبت 26 نوفمبر 2005م الموافق 24 شوال 1426هـ

الطعنات هي الوجه الآخر للقبلات

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

أنا أؤمن بقاعدة وضعتها نصب عيني في هذه الحياة وهي مقولة برناردشو "إنهم يقولون، ماذا يقولون، دعهم يقولون". وأنا من مشجعي النقد لأية شخصية في العالم شريطة أن يكون نقدا بناء علميا لا نقدا بدويا تجريحيا. ذلك، حتى لا نسقط ضحايا للوثنية السياسية في عبادة الأشخاص. وأعلم أطفالي استقلاليتهم في التفكير، لا أكرههم على الفكرة بقدر ما أحاول أن أفهمهم الخطأ من الصواب. تعلمت في بيئة أنا وإخواني ألا أضع عقلي في ثلاجة أحد. وأنا لا أقبل للآخرين أن يفكروا عني بالنيابة لأن الله أعطاني عقلا في وزن الأمور. أحب شخصيات وأنفعل بحب بعضها لكن أراقب نفسي ألا أربط نفسي بعباءة أحد، لأننا كلنا بشر نخضع للمؤثرات الخارجية ولا عصمة لأحد بعد أهل البيت "ع". وغدا يحاسبنا الله منفردين على مواقفنا لا مجتمعين. تربيت في منزل تعلمت فيه أن أقول كلمتي وإن امتلأ العالم صخبا وضجيجا، وألا أبيع الناس ألف خطاب في اللحظة الواحدة. كن منسجما في خطابك وإن زعل الناس، غدا سيقدرون لك ثباتك في خطابك. أهم صفة في شخصية المسلم القوي هي أنه لو كل العالم وقف في ضفة وهو في الضفة الأخرى في موقف ما، يجب ألا يخضع للضغوط إرضاء للجمهور أو خوفا منه مادام تكليفه الشرعي يدعم موقفه. إتماما لرسالة الأخ التي أرسلها والمليئة بالتجريح، أضع هنا خلاصة أجوبتي التي منها ستعرفون طبيعة الأسئلة. لماذا دعوت إلى المشاركة؟ - في 2006 غالبية من قاطعوا سيشاركون، فماذا ستقول؟ هل كل الذين سيشاركون سيكونون أيضا "بائعي دماء الشهداء"؟ لماذا هربت من السياسة إلى الحديث عن الموهوبين والرياضيين والمعوقين؟ - لم أهرب، فلا توجد سياسة واضحة والدليل أن القضية الواحدة يتبدل فيها الرأي في اليوم الواحد ألف مرة وهو دليل على غياب الاستراتيجية، وإننا قوم تحكمنا العواطف وردات الفعل فقط. ثانيا، ما الجريمة في الترافع عن هموم الرياضيين؟ ألا يعد إنجازا أن يحصل طارق الفرساني على مطالبه أو أن يدخل السرور قلب أسرة محمد صباح بحصوله على مأوى يليق به بدلا من بيت خشبي؟ هل من الجناية أن أبحث عن حقوق البطل نور الوداعي؟ ثم هل اقترفت حراما أن وفقت لتوظيف هنا أو رفع ظلامة مواطن هناك أو الحصول على مساكن هنالك؟ هل هذه جريمة؟ ولماذا الاستخفاف بالترافع عن المعوقين أو المرضى؟ ما فائدة السياسة إذا كانت لا تلامس هموم الناس وتبيعهم أكياس هواء ووعودا وشعارات فقط؟ هل يعد عارا تأهيل حسين الخزاعي وإرساله مستقبلا إلى بريطانيا لإكمال دراسته في الفن ليشرف البحرين؟ هل تسليط الضوء على المبدعين البحرينيين المهمشين كزهير السعيد ومحمد بحرين وجعفر العريبي وحسين الخزاعي الآن أو مستقبلا تهمة تستحق الشتم والتجريح؟ ماذا تريدون أنتم؟ ما الذي يعجبكم؟ لا شيء يرضيكم. هل الكتابة عن مركز الشامل للمعوقين وتأهيله يستحق الشكر أم التجريح؟ 11 طفلا من الفقراء تمت كفالتهم بـ 5500 دينار لمدة عام وكان أهاليهم يعانون من ضغوط مادية عدا عن توفير حافلة بقيمة 5000 دينار تقريبا تبرع بها أحد المصارف، عدا عن توفير أجهزة حاسوب لهؤلاء الأطفال! هل هذا الفعل يستحق أن نشتم من ورائه؟ هل تعلمون حجم الفرحة التي غمرت قلب عباس ميرزا الذي رجع من رحلة العلاج من لبنان بعد إجراء عدة عمليات تجميلية، وقد تبرع له تاجر بكل المصاريف؟ اسألوا أهل كرانة عنه، أو عن الأخ كاظم، واسألوا المنامة عن عادل، والبلاد القديم عن محمد، ورأس رمان عن الأخت منى، وأم بنت الهدى عن ابنتها... إلخ، القائمة تطول! لا أريد أن أكرر ما قلت، ولكن للأسف هذا مجتمع لا يهدأ حتى يقتل كل طاقاته. لماذا العلاقة مع المسيحيين؟ - وما الخطأ في ذلك. وللعلم سنرسل لوحة فنية لقداسة البابا شنودة تعاطفا مع المسيحيين الأقباط المضطهدين في مصر. وأنا ذهبت إلى مؤتمر واشنطن وتحدثت عن موقف الإمام علي "ع" من المسيحيين، وتأثر الحاضرون وبعضهم اندفع للتصفيق لموقف الإمام علي. واليوم عندي لقاء مع زعيم القساوسة في سورية. أما بشأن قانون الأحوال الأسرية فأنا مع الموقف الشرعي في ذلك. وأما عن العيد الوطني فسنشارك كمركز ثقافي "تحت التأسيس" برسمة وطنية كبرى في حب البحرين. الإسلام ليس زقاقا ضيقا، الإسلام هو الانفتاح المتزن، هو الحب، هو الوطنية، هو الدفاع عن المحروم، هو الإنسانية.

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1178 - السبت 26 نوفمبر 2005م الموافق 24 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً