إن الفرق بين القوانين الاقتصادية الثابتة والقوانين المتذبذبة وآثارها على مستوى دخل الدولة. .. ما نشهده من ازدهار اقتصادي تعيشه دبي بسبب قوانينها الاقتصادية الثابتة... وما تعانيه البحرين من هروب بعض رؤوس الأموال بسبب تذبذب قوانينها الاقتصادية. رجال الأعمال ينجذبون إلى البيئة الاقتصادية المستقرة المعروفة خطط حكوماتها... لأن بعضهم يستثمر الملايين في مشروعاته فمن سيعوضه إذا خسر أمواله... بسبب استجابة الحكومة لآراء عشوائية غير مدروسة لبعض النواب المتدينين المتعصبين غير المؤمنين بالحرية الشخصية في الدين الإسلامي، والذين لا يدركون نتائج اقتراحاتهم الخطيرة على الاقتصاد الوطني. لقد أحسنت جمعية المنتدى وأكدت الدور الذي تأسست من أجله عندما أقامت ندوة في فندق الخليج مساء الاثنين 22 نوفمبر/ تشرين الثاني وانضمت لها 200 شخصية بحرينية أكاديمية واقتصادية وسياسية وصحافية تحت شعار "لنا الحق" محققة أحد أهدافها المهمة، وهو تطور الاقتصاد البحريني، إلى جانب أهدافها الأخرى التي تتلخص في احترام جميع أطياف المجتمع لآراء بعضهم بعضا... ونبذ الطائفية. وكنت سعيدة وأنا أرى الحماس والاتحاد من الجمعيات الأخرى التي شاركت في الندوة لمناقشة هذا الموضوع المهم وهو ضرورة اهتمام المسئولين باستقرار القرارات التي تمس الناحية الاقتصادية وثباتها... وإلا فسنجد جميع رؤوس الأموال حتى البحرينية تركت البحرين التي كانت الأولى اقتصاديا في الخليج، تتجه إلى دبي وقطر... وتمنيت أن يظل ذلك التحالف في مواقف أخرى سياسية ووطنية. لقد رأيت بعيني ما يعنيه فتح دبي أبوابها للمعارض الدولية والمؤتمرات العالمية... من خلال معرض الطيران في دبي... وغيره من المعارض... لقد ازدحم ذلك المعرض بالعارضين والزائرين من الدول الأخرى... ألن يستفيد أهل البلاد عندما يسكن هؤلاء في فنادقهم... ويأكلوا في مطاعمهم. ويستخدموا وسائل نقلهم ويشتروا من متاجرهم وينعشوا اقتصادهم؟ والدليل على ذلك الازدهار الاقتصادي والسياحي الهائل الذي حولها إلى دولة لناطحات السحاب... وانتشرت على شواطئها الواسعة الفنادق الراقية التي ينسى الشخص وهو عليها أنه في دولة خليجية. هل يمكن للبحرين اليوم أن تنافس دبي؟ لا أعتقد، فإن الفرصة كانت معروضة أمام البحرين... إلا أن تعقيد قوانينها وعدم ثباتها جعل رؤوس الأموال تهرب إلى دبي... وها هي هذه الدولة تحصد خيرها من العمران والشوارع الواسعة وازدحام الزوار، ما دفع المسئولين إلى التخطيط لمد خطوط لقطارات حديد من دبي إلى جبل علي للحفاظ على وقت الاقتصاديين من سكانها وغيرهم من الدول الزائرين لمعارضها والسياحة بها... ونحن هنا في البحرين التي كانت الأولى عمرانا وحضارة فإن لمسئولينا كل يوم قرار... فكيف يثق بنا أصحاب رؤوس الأموال ويتركون استقرار اقتصاد تلك الدول ويقبلون علينا؟ وأين شواطئنا التي ستجذب السياح إليها؟ وها هي قطر وسلطنة عمان معها تقفان مستعدتين بخطط المسئولين بها الهادفة إلى استقطاب رؤوس الأموال إليها... فهل يعي المسئولون في بلادنا خطورة ما يفعلون... ويضعون خططا اقتصادية طويلة المدى تحمي أصحاب رؤوس الأموال بها، وتوفر الوظائف لأفراد شعبها بدل أن يهاجر تجارها وصناعها وأفرادها ليعملوا في الدول الخليجية المحيطة بهم. أتمنى أن يهتم المسئولون بآراء الصحافيين الوطنية الصادقة، لا أن يتجاهلوها... مثلما فعلوا بالنسبة للكثير من المقالات التي تم نشرها من قبل... فالكتاب هدفهم مصلحة المواطن والوطن وإذا كان المسئولون يهمهم ذلك فعليهم أن يستجيبوا بقرارات فاعلة وثابتة تهدف إلى مصلحة البحرين ومواطنيها بجميع فئاتهم. * كاتبة بحريني
إقرأ أيضا لـ "سلوى المؤيد"العدد 1177 - الجمعة 25 نوفمبر 2005م الموافق 23 شوال 1426هـ