أقدر إلى الاخوة الداعي إلى تأسيس حركة «الحق». وهذا حق مشروع في العمل الديمقراطي، لكني ان اردتم معرفة رؤيتي المستقبلية للحركة، فأعتقد انها لن تستطيع ان تعيش على تماسك داخلي على رغم عدم تشكيكي قدر انملة في اخلاص النيات، ذلك اني اعتقد ان انقاذ موقف المعارضة يحتاج إلى براغماتية واقعية. أعتقد ان رجوع الاخوة الافاضل إلى جمعية الوفاق الوطني الإسلامية هو الخيار الأفضل وان العمل تحت مظلة الجمعية هو الخيار الذي من خلاله تستطيع ان تباشر حضورها وقوتها. نختلف على أداء «الوفاق» وخصوصاً في موقفها الرافض للمشاركة في الانتخابات البرلمانية السابقة والذي كان له انعكاس سلبي وتداعيات مؤلمة ساعدت على ضياع الكثير من كعكة الاستحقاقات التي كان بالإمكان الإمساك ببعضها لصالح الناس الذين حرقتهم المحارق واذاب اجسادهم جمر السنين العجاف. لا استطيع إلا أن احترم حرية «حركة حق» في تحديد طريقها، لكن لأن قلبي على المصير فلابد ان اهمس بكلمة حب مسكونة بفوبيا التوجس من الانشطارات التي أثقلت ذاكرتنا الحركية بتاريخ حركات إسلامية بدأت طموحة نحو «الحق» فاكتشفت ان الحق أمر نسبي لا يتحقق بعيداً عن التوافق ومراعاة الايقاع العام. مرت 3 سنوات ونصف السنة على خيار المقاطعة فلم تنزل زهور من السماء ولم تتحول الدنيا إلى ورد وياسمين. مرت اعوام ودمعة الحزن مازالت تراوح مكانها. الخيار ان نراجع الموقف» فعلى عتبات المؤتمر الدستوري تناثرت أوراق التحالف. هذا، والدستور لم تتغير منه مادة واحدة وانسكب العتاب في التسجيل وعدم التسجيل حتى وصل إلى صفحات الصحف. هذا، والناس مازالت واقفة حاملة أمام الباب العربات الحزينة الممتلئة بعشرات المؤتمرات والعبارات الجميلة والحالمة. دعوا قطار «الوفاق» ينطلق نحو الواقعية بعد ان قبل بواقعية قانون الجمعيات، فربما يأخذ للناس خبزا ومساكن دافئة وقليلاً من الطموح. أكون قاسياً وموجعاً في قراءة المستقبل لكن لابد من مصارحة الناس بأن الخيار بات قدراً، والقدر ان نسعى للتغيير بسياسة الخطوة خطوة نحو المصالحة الوطنية ولنركز على الاصلاح الاقتصادي بقدر انشغالنا بالديمقراطية السياسية. من عباءة «الوفاق» خرجت «حق» والخوف ان تلد العباءة الاخرى عباءات. دعونا نلملم شتات «الوفاق» بتشجيعها في العمل الواقعي والتواصل مع الدولة للتوافق الوطني. «الوفاق» جمعية قوية وتستحق منا دعمها في ايجابياتها وتصحيح أي خطأ تقع فيه وأكبر دعم يكون لها بالتواصل معها وتشجيعها على المبادرات الإيجابية مثل التسجيل وكل أملنا برجوع الاستاذ حسن إلى «الوفاق» فهي مكانه المناسب، هي منه وهو منها ولا أحد يزايد على حبه لها. ولو أصبح الاستاذ نائباً عن منطقة جدحفص فسيحقق لها مكاسب وسيكون العطاء أكبر وأقوى من الحديث خارج قبة البرلمان. البرلمان متنفس ورئة للتنفس حتى لو كانت صناعية، لكنها أفضل من هذا الفشل الكلوي السياسي الذي نعيشه. ليس قدر الناس دفع الفواتير. ألم يأت الوقت لأن تحصد شيئاً من الثمار؟ قلبي على «الوفاق» لأنها ضرورة وطنية إذا مشت على السكة الصحيحة فسيكون لذلك انعكاس على الوطن
إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ