الفتنة الطائفية التي يخوض غمارها أحد النواب غير مكترث بعواقبها الوخيمة أما آن لها أن تقف عند حدودها، وهل خلا مجلس النواب من رادّ أو متصد لهذه الأجواء الملوثة برائحة الطائفية التي ملأت أجواء المحبة وصفاء القلوب بين أهل هذا الوطن بمختلف مذاهبهم الطائفية ومشاربهم السياسية. سأل أحد النواب زميلاً له، لماذا لا تقف ضد هذا النفس الطائفي الذي يمكن له أن يحرق الأخضر واليابس إذا ما استمر من دون التصدي له؟ فماذا كان جواب النائب؟ كان الجواب: معك حق ولكنني أخاف أن أحترق إن تدخلت في مثل هذه الأجواء، لا أعرف أين يمكن أن تُصرف هذه الكلمات الهزيلات التي أجاب بها النائب نائباً آخر «أخاف أن أحترق»، أوما يخاف ذلك النائب من احتراق البلاد والعباد بنار وقودها تصريحات مريضة من نائب مريض فهم الدين تباغضاً وتناحراً بين المسلم وأخيه المسلم، بل لم يفهم من الإسلام حتى اسمه الذي يعبر عن السلام والمحبة والمودة، وباسم هذا الدين السمح يرقى منابر الجمعة فلا يتقن إلا تحريض الأمة على الأمة، وشحن النفوس على النفوس فأين هذه الأجواء من أجواء الإسلام وتعاليمه السمحة؟، إذا كنا فعلاً نحتاج إلى إضافة مادة إلى قانون العقوبات، فإننا نحتاج إلى مادة تجرم سب الطوائف، والتحريض على الطائفية، والتشجيع على التناحر المذهبي الذي يمكن أن يجر هذه الجزيرة التي تفوح منها رائحة السلام والوئام إلى معركة طاحنة أول المتفرجين عليها أولئك الذين حرضوا على الكراهية والبغضاء وأشاعوا الفتنة بين أفراد الأسرة الواحد
إقرأ أيضا لـ "عقيل ميرزا"العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ