انسحب رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الاثنين الماضي من حزب الليكود الذي أسسه بنفسه، وارتكب «متحصناً بتطرفه» وبالدعم الأميركي الفظائع بحق الفلسطينيين. ولم يسلم من ذلك اليهود إذ انخفض بسبب سياساته التدميرية مستوى «إسرائيل» الاقتصادي. وعقد شارون أول اجتماع لحزبه الجديد «المسئولية الوطنية» إذ أصبح يمتلك قوة برلمانية من 15 نائباً منهم 14 جاؤوا من الليكود بينهم وزراء المالية ايهود اولمرت والأمن الداخلي جدعون عزرا والعدل تسيبي ليفني والسياحة ابراهام هيرشون. وفي جانب الليكود بلغ السباق لخلافة شارون على رأس الحزب أوجه. ويفترض أن تعقد اللجنة المركزية للحزب اجتماعا اليوم (الخميس) لتحديد موعد للانتخابات «التمهيدية» المخصصة لانتخاب الرئيس المقبل للحزب. ويفترض أن يجري هذا الانتخاب في 19 ديسمبر/ كانون الأول. ويرجح فوز أحد ثلاثة من أصل ستة مترشحين لهذا المنصب هم رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي كان خصم شارون الرئيسي في الليكود ووزيرا الدفاع شاوول موفاز والخارجية سيلفان. بينما يستعد حزب شارون الجديد لخوض المعركة التي سيتنافسان فيها في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة في الثامن والعشرين من مارس/آذار، وذلك بعد أن أعلن الرئيس الإسرائيلي كاتساف مساء أمس الأول انه يوافق على حل البرلمان ما يمهد الطريق لتنظيم الانتخابات. وفي ظل المنافسة الشديدة على رئاسة الليكود، واستغلال المترشحين للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية التي يعاني منها الإسرائيليون، وخصوصاً أن حزب الليكود كان يحصد عادة أصوات غالبية الطبقات المحرومة من اليهود الشرقيين عبر اللعب على الوتر الشعبوي. لكن وصول رئيس اتحاد نقابات العمل (الهستدروت) عمير بيريتس وهو من اليهود الشرقيين ويستخدم الورقة الاجتماعية، إلى قيادة حزب العمل دفع مرشحي الليكود إلى التركيز على هذا المجال. فهل يستطيع حزب العمل العودة إلى الرئاسة في «إسرائيل» ويكون «التنافس التكالبي» على رئاسة الليكود بداية لانهياره؟ أم ستحدث المفاجأة ويعود «البلدوزر» شارون بحزبه الجديد ويحكم وكأن شيئاً لم يتغير
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ