العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ

رواد الأعمال

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

افتتح في البحرين مركز امتياز لرواد الأعمال، وهو إحدى نتائج «منتدى المستقبل» الذي استهدف تنشيط الإصلاحات السياسية والاقتصادية عبر خطة لدعم الدول التي تعلم استجابته لمتطلبات الإصلاح في المنطقة. وواحد من المشروعات الداعمة للإصلاح الاقتصادي هو مركز الامتياز لرواد الأعمال، الذي يستهدف أساساً تطوير نوع محدد من الشخصيات التي تستطيع أن تشارك في تنمية الاقتصاد بصورة ناجحة تؤدي إلى خلق فرص عمل. «رائد الأعمال» هي الترجمة القريبة للكلمة الانجليزية (مَُّْمِْمَمِّْ) وهي كلمة أصلها فرنسي وتعني ذلك الشخص الذي يتعهد بالقيام بمهمة تشوبها المخاطر المحسوبة بذكاء بحيث يمكن اقتناص الفرص وتحويلها إلى مغانم اقتصادية للشخص نفسه ولمجتمعه. رائد الأعمال ليس موظفاً، كما أنه ليس من الرأسماليين الذين يرثون المال أو الثروة، وإنما هو نوع من الأشخاص يمتلك مهارات أساسية يتمكن من خلالها أن يحل المشكلات ويتخطى العقبات ويواجه التحديات ويقتنص الفرص وينتقل بنفسه ومن معه إلى موقع مميز اقتصادياً بالاعتماد على قوته الذاتية التي تطورت من خلال التدريب والتمرس في معالجة قضايا الحياة اليومية التي تحتاج إلى متخصصين في مختلف المجالات. مركز الامتياز لرواد الأعمال من المفترض أن يدرب الأشخاص الذين سيقودون العملية الاقتصادية مستقبلاً، ولكي ينجح المركز في مهمته فإن عليه أن يتوجه إلى الفئات التي تحتاج إلى مساعدته، وألا يحصر نفسه ضمن دائرة ضيقة أو مجال مؤطر بما هو موجود حالياً. إننا بحاجة إلى رواد أعمال يستطيعون تحسين ظروفهم الشخصية وظروف عوائلهم وظروف مناطقهم، وهؤلاء يحتاجون إلى تدريب وإرشاد ومساندة من الدولة وتهيئة للأجواء بحيث يستطيع أن يصل إنسان عادي إلى موقع مميز (من الناحية الاقتصادية) بالاعتماد على جهوده (أو جهودها). وهذه الجهود التي نحتاج إليها هي ذاتها التي تحتاج إليها الأمم الأخرى للاستمرار في تطورها والخروج من واقع لايليق بها إلى واقع تنمو فيه المعارف الإنسانية والنتائج العملية التي تصعد بمستوى المعيشة. إننا بحاجة إلى أكثر من مركز صغير لتدريب رواد الأعمال، لأن المواطن تعوَّد على أن يحلم بالوظيفة الحكومية التي لا تتطلب جهداً كبيراً، وتضمن له معاشاً حتى مماته. والوظيفة الحكومية خلقت لنا مفهوماً معاكساً لما يتحدث عنه مفهوم «رواد الأعمال» في كل شيء. وزاد من الطين بلة أن التعيينات الحساسة في مناصب الدولة السياسية والاقتصادية لا تعتمد على الكفاءة والتميز في الأداء بقدر ما تعتمد على المحسوبية والمنسوبية، وبالتالي فإن الريادة المعرفية التي يسعى إليها مركز الامتياز تعتبر ثقافة غريبة عن مجتمعنا. ريادة الأعمال تعني أن الشخص المؤهل يجد الطريق مفتوحاً أمامه ويجد المساعدات تتجه إليه لأنه أثبت قدرته على إبداع الحلول لمشكلات في المجتمع، وهذه الحلول تخلق فرص عمل لأنها تتطلب وجود المؤهلين الذين يقدمون خدماتهم ومنتجاتهم إلى الآخرين. وريادة الأعمال بهذا المفهوم تعني خلق المواطنة الصالحة التي تعتمد على الكفاءة، والكفاءة المطلوبة في عالم اليوم لها مقاييس عالمية، بمعنى أن «رائد الأعمال» الذي يبدع في تقديم خدمة ما إلى الآخرين لن ينجح إلا إذا كان ما يقدمه ينافس أفضل ما هو متوافر في السوق العالمية التي أصبحت محكومة بمفاهيم التجارة الحرة. مركز الامتياز لرواد الأعمال بدأ في منتصف الشهر الجاري، ولكننا بحاجة إلى أكثر من ورشة لتعريف الناس بأهمية هذا الطرح النوعي، وبحاجة إلى أن تدمج مثل هذه المشروعات ضمن ما سيطرحه مجلس التنمية الاقتصادية الذي سيعقد ورشة في 30 الشهر الجاري عن «تطوير التعليم والتدريب» في البح

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً