العدد 1175 - الأربعاء 23 نوفمبر 2005م الموافق 21 شوال 1426هـ

معرض «أرضية مشتركة» يبحث التجربة المعاصرة للمسلمين

رؤى مختلفة لفنانين من بيئات مختلفة

المنامة-جعفر الديري 

تحديث: 12 مايو 2017

افتتح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشئون الاسلامية الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة معرض «أرضية مشتركة ­ جوانب من التجربة المعاصرة للمسلمين في المملكة المتحدة والشرق الأوسط»، مساء الاثنين 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري في بيت القرآن بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني. قضايا الهوية المعاصرة للمسلمين وتجربتهم، هو البحث الذي استأثر بأعمال ثمانية مصورين بريطانيين الى جانب الفنان البحريني أنس الشيخ والمصورة السعودية منال الضويان سعيا وراء تحقيق أرضية التعاون المشترك وابراز التنوع الثقافي والفكري للمسلمين ومساهمتهم في تطوير المجتمعات وابراز بعض التحديات التي يواجهها المسلمون في عصر العولمة. احتوى المعرض أكثر من 150 عملا فنيا خرجت بالمعرض عن النطاق التقليدي لمفهوم التصوير الضوئي من حيث استضافته أعمال تركيبية وفيديو تعتبران امتدادا طبيعيا لفن التصوير الضوئي.

أين توجد الحضارة؟

فعن مشاركته في هذا المعرض أوضح أنس الشيخ خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد على هامش المعرض: «ان كثيرا من المجتمعات المعاصرة تُقِرُّ بتفوق الغرب في مجالات عدَّة كالعلوم والتكنولوجيا والصناعة والثقافة. وإذا كان من حق الغرب أن يرى ما ينقله إلينا جميلاً وذا فائدة فإنَّ هذا لا يعني بالضرورة أنَّ علينا التسليم بهذا والخضوع الاَعمى للأفكار والمفاهيم المُقترحة حيناً والمفروضة في أحيان أُخرى. فالأزمة الحقيقيَّة التي نواجهها اليوم تَكْمُن بداخل أنفُسِنا: نحن جيل هو سُلالة الحضارة الإسلاميَّة ­ أحد أعظم حضارات العالم ­ ولكن السؤال المحوري هو: أين توجد الحضارة اليوم؟ وأين نحن منها؟ وإزاء هذا السؤال تتباين المواقف في مُجتمعنا فنجد: الوجوه الرافِضة ­ الوجوه التَّابعة ­ الوجوه الوسطيَّة ­ الوجوه المُتسلِّطة ­ الوجوه الصامِتة. اذ تعتقد كُلُّ مجموعة من هذه المجموعات أنَّها وحدها تحتكر الحقيقة. والحقيقة أنَّ أحداً مِنهُم لم يُثبت صدقيته أو قُدرته على أن يُغَيِّر ما بنفسه من أجل الوصول إلى صيغة المُجتمع الحديث والمُؤَثِّر على المُنافسة كتفاً بكتف مع المُجتمعات الأُخرى، المُججتمع القادر على إحياء عقيدته واستعادة حقوقه المسلوبة»

جدل متنام

كما تحدثت الضويان خلال المؤتمر عن الخيط الذي يجمع بين مجموعة الأعمال التي شاركت بها، فقالت: «ان المجموعة التي شاركت بها تطرح للتأمل ذلك الجدل المُتنامي بشأن القيود الحياتيَّة المفروضة على المرأة العربيَّة انطلاقاً من تقاليد غاب الحدُّ الفاصل بينها وبين الديِن»، اذ إن هناك خيوطاً ثلاثة رئيسية تتناغم في هذه المجموعة: الأولى، حث المُتلقى على النظر إلى الإنسان القابع فيما وراء الحِجَاب والثاني، مفهوم التقاليد في مقابل الدين. والخيط الثالث، تبدو فيه روح التفاؤل حين تستشرف المرأة العربيَّة أُفق المستقبل. فمن خلال تلك المجموعة أحاول إيصال المعنى واضحاً دونما تجريد. وعلى رغم وجود روح تشاؤمية قد يستشْعرها البعض تسري من خلال الصُور ­ رُبَّما بسبب طبيعة الموضوع المطروح ­ فإن الأمر في النهاية يغلب عليه طابع الجمال والأمل الذي يُشعِ بشكل أو بآخر من عيون النماذج المُقدَّمة. إنَّ الألوان في تجاورها ­ وفي تناقُضها وتمازُجِها ­ تنسج دراما فيها البساطة وفيها العمق وبالنسبة إلي فأنا أُفضِّل التصوير بالأبيض والأسود، فَمثِل ذلك الوسيط يتيح لي التحكم في العملية الفنِّيَّة كُلِّها ويخَلق المؤثِّر اَلبصري الذي أريده تماما». وأضافت: «أتذكر أنني عندما كُنت طفلة شاهدتُ كيف تمَّ بناء مسجد شرق لندن على طرف الشارع المقابل لمصنع والدي ولم يَدُر بِخُلدي أني سأكبر يوماً لأقوم بعمل صُور وثائقيَّة لهذا المسجد والمِنْطَقَة المحيطة به. ومن هنا تهدف صُوري إلى استكشاف أنماط الأبنية التي يستخدِّمُها المُسلمون البريطانيّون لأداء الشعائر الدينيَّة، وهي تتنوع من أبنية شُيِّدت خصِّيصاً لتكون مساجد مثل مَسجِد شرق لندن في (Whitechapel) إلى صالات عرض سينمائيَّة أو شقق صغيرة تمَّ تحويلها إلى أماكن للعبادة. وبما أن كُلاً من المُجتمعات المحليَّة الصغيرة تستخدم فضاء معمارياً يختلف عن غيره للتجمع والعبادة فإنَّ سلسلة أعمالي تنظر إلى هذه الأماكن من خلال علاقتها بالمدينة وتَهدِف إلى تحرِّي كَيفيَّة مُلاءمة هذه الأماكن لاحتياجات تلك المُجتمعات. ولقد استخدمت لهذا الغرض الضوء الطبيعي وعدسات ذات بُعد ثابت. ومثلي مثل معظم المُصوِّرين الوثائقيين فضَّلتُ استخدام الفيلم الأبيض والأسود إذ شعرتُ أن الأبيض والأسود بكل ما فيهما من بساطة ونقاء يُعبِّران أكثر عن ديانتي ومَسجِدي ومُجتمعي».

تعرية الحقيقة

ونجد في مجموعة «جاكتار سمبلي» (تعرية الحقيقة) استجابة شخصيَّة للمُحيط الثقافيّ والبيئيّ الذي يتقاسمه مع الآخرين حين يُسلِّط الضوء على العناصر اليوميَّة لهذا المُحيط. فهو يخدش السطح معريا الحقيقة الناتجة عن تفاعل شرائح اجتماعيَّة وثقافيَّة مختلفة كائنة تحت هذا السطح.

أخوات الحجاب

بينما نجد في مجموعة «كلمنت كوبر» (أخوات الحِجَاب) أسلوبا بسيطا في التصوير فهو لا يخترع الأشياء ولا يحاول تلفيق المواضيع وانما فقط يسجل ما يحدث أمامه. واستخدامه للأضواء والظلال سِمة أساسيَّة في أسلوبه فهو لا يلجأ لاستخدام العدسات المُركَّبة والأضواء الاصطناعيَّة، فقط الحَدّ الأدنى من الأدوات اللازمة، كاميرا بسيطة وحامل كاميرا. فهو يؤكد «أن استخدام الإضاءة أمر مرتبط بالأحاسيس، إنَّها مسألة حميمة للغاية، لأنَّها تكشف كُلَّ شيء».

اللجوء السياسي

«أنتوني لام» بدأ اهتمامه بموضوع الجنسيَّة وطلب اللجوء السياسيّ العام 2002 عندما تَعرَّف إلى مجموعة من الشباب من طالبي اللجوء السياسيّ والمقيمين في الوقت ذاته في لندن. وجاءت مجموعته (ميناء 2002) لتبحث في المُفرَدات واللغة البيروقراطيَّة ودلالات مُصطلحي «لجوء» و«جنسيَّة» فعَبْر وضع هذه المُفردات جنباً إلى جنب مع الصُور الحديثة لإنجلترا يرمي لام إلى تحطيم الصُورة الرومانسيَّة التقليديَّة المأخوذة عن هذا البلد كونه «الأرض السعيدة» وإلى كشف التناقُض بين الواقع والمثاليات. فهي صُور بمثابة نصوص بصريَّة تعكس بشكل ناقد الظواهر الاجتماعيَّة الموجودة في إنجلترا القرن الحادي والعشرين. فرص العمل وعلى المجتمعات المسلمة التي تقطن المناطق الشَمَاليَّة من إنجلترا والمقبلة أصلاً من شبه القارَّة الهنديَّة تركز مجموعة «تيم سميث» (فُرص العَمل). فخلال العقود الأولى من القرن العشرين استقرت في بريطانيا أعدادٌ قليلة من الرجال قَدموا من الهند وباكستان وبنغلاديش، ومن ثَمَّ جاءت اعداد أكبر خلال الحرب العالميَّة الثَّانيَّة وبُعيدها، استقدمتهم بريطانيا لتؤمن حاجتها المُتزايدة إلى اليد العاملة وذلك عن طَريق استخدام علاقاتها التي أسَّستها أيام الإمبراطوريَّة البريطانيَّة. والصور تُلقي الضوء على التغيُّر المُؤثِّر والملحوظ الذي حصل خلال الستين سنة الأخيرة في طبيعة العَمل وفُرص التوظيف المُتاحة لهؤلاء المقيمين وأولادهم وأحفادهم.

فتيات مسلمات

بينما انصب اهتمام سوكي داندا في مجموعته على توثيق الحيَّاة العاديَّة اليوميَّة للفتيات البريطانيَّات المُسلمات في سِن المُراهقة وبالأخصِّ التركيز على عالمهن الاجتماعي والمنزلي. اذ إن هناك ­ بحسب ما يصف داندا ­ صُورة تقليديَّة جاهزة تُكرِّسها وسائل الإعلام عن الفتاة البريطانيَّة المُسلمة ألا وهي ميلها للخضوع. فهدف داندا كسر هذه الصُورة التقليديَّة وتقديم رؤية عميقة تتخطى الشكل الخارجي وتصل إلى دوافعهن الداخليَّة.

نادي الروم

فيما يعرض سام بياسينا لصور من أول ناد للمهنيين المُسلمين في بريطانيا الذي يمثل التقاء اجتماعيا للمُسلمين مع غير المُسلمين وهو مكان للاعتكاف ال





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً