كثير من المواطنين يضطرون الى السفر في الاجازات الخاصة بعد أن ضاقت أو ضُيقّت عليهم أرض البحرين بما رحبت. ولأنني لست خبيراً بالمواقع البيئية في البحرين كما يجب، فإنني تفاجأت وأنا في طريقي الى دولة خليجية مجاورة أن في البحرين جزراً مقفلة ومفاتيحها عند متنفذين صغار وكبار. جزر ذات مساحة شاسعة وطبيعة خلابة لكنها محرمة على ابن البحرين أن يعانق هواءها، وليس للمواطن سبيل للوصول اليها فضلاً عن استثمارها للملكية العامة. الناس في البحرين ربما لا تعرف أو بالاحرى يراد لها ألا تعرف أن في هذا الارخبيل جزراً غناء أضحت في جيوب الآخرين (...) وكأن القدر أو السياسة فرضا على البحريني المسكين أن يقضي عمره بين مناطق لا تملك أية مقومات صحية أو بيئية. بعض النواب ومن هم على شاكلتهم يشغلون الرأي العام بقضايا ليست ذات جدوى، في حين أن حملة وضع اليد على الاراضي والجزر تسير بوتيرة متسارعة جدا، الى درجة أنه يصعب رصدها. انه منظر معيب جدا أن يقف البحريني حائراً وهو يقضي ربيع عمره متوسلا قطعة أرض من هذا الوزير أو ذاك المسئول، وفي الجزء الآخر من الصورة تبصر العيون جزراً بكاملها غابت من الخريطة الوطنية، ونعرف بعضها تابعة لمحافظة كبيرة لكنها ليست مدرجة في أية قوائم انتخابية، نقول لمن وضع يده على الأراضي والبحار (وهي من المقومات العامة التي من حق البحريني أن يتمتع بها كأي ابن آدم آخر): كفى استنزافا لخيرات هذه الأرض
إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"العدد 1174 - الثلثاء 22 نوفمبر 2005م الموافق 20 شوال 1426هـ