قد تكون لديك فكرة جيدة لمشروع ما، أو ربما تفضل العمل لنفسك. مهما يكون مبررك للمبادرة في إنشاء شركتك الخاصة فإنه من الضروري أن تتعرف على عاملين رئيسيين يلعبان دوراً مهماً في تحقيق النجاح. الكثير من الناس يسعون للمبادرة والعمل لأنفسهم ليس لأن لديهم فكرة رائعة، بل فقط لأنهم لا يريدون العمل للآخرين. ولا عيب في ذلك، لأن ما يميز هؤلاء عن الاخرين هو رغبتهم في إنشاء شركة والعمل على تنميتها وتطويرها. فهذه رغبة تجري في عروقهم لا يمكن أن تستنفذ، حتى لو لم تكن لديهم فكرة جيدة حتى الأن. وأما البعض الآخر، فلديهم فكرة أوضح لما يريدون أن يفعلوه، وربما خططوا مقدماً وأجروا جدوى اقتصادية لأفكارهم. وفي الحالتين نجد ميزة واحدة تكمن في هؤلاء الأشخاص وهي ميزة التفكير المستقل، وعاملنا الأول. فالمبادر لا يستعين بما يقوله سائد الناس، بل يجد فرصته في تلك الأشياء التي قل ما يلاحظها الناس، أو ربما يتخوف الشخص العادي من المجازفة بها. وعلى سبيل المثال، لدينا مؤسسة «ذي بودي شوب» أنيتا رودديك، التي لاحظت نقص توفير سوق العناية الشخصية لمنتجات ذات طابع عالمي وعرقي» وإقتبست رودديك من رحلاتها لدول مختلفة منتجات بطابع جديد وفريد. وفي غضون عشرة أشهر من فتح أول متجر، افتتحت الفرع الثاني. واليوم لدى شركة رودديك حوالي ألفي محل في خمسين دولة حول العالم. ولكن التفكير المستقل لم يكن العامل الوحيد في نجاح رودديك لوحده. فالنجاح، كما قلنا هو ناتج عن عاملين. والعامل الآخر الذي يتفق عليه الكثير من خبراء ريادة الأعمال هو الفعالية في إدارة التدفقات النقدية. فمن أهم الأشياء في أية شركة، مهما كان حجمها، هو إمكانيتها على استمرار تدفق نقدي إيجابي، أي أن تكون الأموال الواردة أكثر من تلك الخارجة. والخطأ أن يفكر المبادر بأن شركته هي فقط عدد الموظفين، أو قائمة صافي الأرباح أو إعلان ملفت و جميل. الشركة» ببساطة، هي الدنانير التي تحصل عليها في نهاية فترة المحاسبة. مهما كانت لديك سيولة مثل القروض أو حوافز الدفع المتأخر التي تحصل عليها من الموردين، إلا أنه يجب أن تعتمد على تدفق نقدي إيجابي. وقصة رودديك هي أيضاً قصة الكثير من رواد الأعمال. فلدينا مايكل دل، مؤسس شركة دل للكمبيوتر. أدرك دل في 1984 أن بإمكانه بيع الكمبيوترات إلى المستخدمين مباشرة، بدلاً من الاستعانة بالوسطاء. وأخذ يدير الشركة من غرفة سكنه بالجامعة، يصنع ويرسل الكمبيوترات بحسب الطلب. وإذا حللنا أهم عامل في نجاح دل، سنرى بأنه قام بإدارة تدفق الأموال معتبراً ذلك العامل الأساسي وربما الأهم في تحقيق أهداف شركته. فإلى كل من يسعى إلى العمل لنفسه وإنشاء شركة تكبر وتنمو، أن يتذكر بأن التفكير المستقل والاهتمام بتدفق النقود هما عاملان أساسيان يجب أخذهما في الاعتبار دوماً.