قال الناشط الحقوقي عبدالنبي العكري «ان المؤتمر الموازي في البحرين هو أول مواز حقيقي لمؤسسات المجتمع المدني في العالم، وان البحرين لم تكن مستعدة لاستضافة الموازي كما انها كانت مرتبكة في الاستعداد لعقد منتدى المستقبل». جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها العكري في مجلس الشيخ عبدالأمير الجمري مساء أمس الأول تحت عنوان «هل أخفق منتدى المستقبل؟». وأكد العكري أن القائمين على المؤتمر الموازي «واجهوا صعوبة حتى آخر يوم من انعقاد منتدى المستقبل، اذ تم تجاهلنا حتى في توزيع الوثائق خلال انعقاد منتدى المستقبل على رغم وجودنا داخل المنتدى وإننا قمنا بجمع تلك الوثائق من قاعة الاجتماع، كما إننا لم نتسلم سوى بطاقة واحدة للدخول الى المنتدى». كما أوضح العكري «أنه ليس من المروجين للشرق الأوسط الموسع، وإن الجو الديمقراطي الصحيح سينقلب على الاميركان ومشروعهم في المنطقة، وان القرارات والتوصيات الصادرة عنه تدل على أنه لم يجمّل صورة الحكومات العربية بل أحرجها». وذكر العكري أن «فرنسا هي الدولة الوحيدة التي أرسلت دبلوماسياً للمؤتمر الموازي، وقد ابلغنا الدبلوماسي أن المشروع الأوروبي يختلف عن المشروع الأميركي وأن المشروع الأوروبي هو إلحاق دول الخليج العربي بالشراكة الأوروبية المتوسطية وأن هذا المشروع يعتمد على الاقتصاد والثقافة، كما أن هذا المشروع سيبدأ في فبراير/ شباط من العام المقبل». ولفت العكري الى «ان منتدى المستقبل سيؤثر على مستقبل المنطقة، وأن مشروع الشرق الأوسط الموسع هو مشروع قديم وأول من طرحه هو أيزين هاور والهدف منه هو دمج (إسرائيل) في المنطقة، ولكن حوادث 11 سبتمبر/ أيلول نبهت الاميركان الى وجود إرهابيين يخرجون من دول صديقة، وبعدها اتخذت أميركا استراتيجية جديدة تعتمد على الحرب على الإرهاب وصناعة أنظمة شفافة وديمقراطية تكون بديلا عن الأنظمة الموجودة. ومن هنا ظهرت فكرة منتدى المستقبل». وبين العكري «أن الأوروبيين سبقوا الأميركان في فكرة الإصلاح ولكنهم كانوا خجولين في إظهار فكرتهم، على رغم أنها كانت قد طرحت قبل 10 سنوات في مؤتمر برشلونة، وكانت فكرتهم تعتمد على الإصلاح الاقتصادي والثقافي ولكن كانت تواجههم مشكلة وجود (إسرائيل)، كما انهم سبقوا الأميركان في القبول بتمثيل مؤسسات المجتمع المدني وذلك بإشراك تلك المؤسسات في اجتماعات برشلونة»، مشيرا إلى «ان الدول الثماني الكبرى قد خصصت 30 مليون دولار لدعم منتدى المستقبل خلال العامين 2003و 2004». واشار العكري إلى «وجود تنافس بين المشروعين الأوروبي والأميركي وأن الأوروبيين بدأوا يشاركون الأميركيين مخاوفهم من أن المنطقة أصبحت محطة تفريخ للإرهابيين وأن هذا الشعور جاء نتيجة للتفجيرات التي شهدتها المدن الأوروبية من مدريد إلى لندن، وأن هذا التخوف من قبل الطرفين نتجت عنه دعوة الدول الثماني الكبرى وبعض زعماء المنطقة لعقد اجتماع لزعماء الدول الثماني الكبرى، بالإضافة لزعماء بعض دول المنطقة وخرج مسمى الشرق الأوسط الموسع، وظهر الأمر وكأنه شراكة بين الدول الثماني ودول المنطقة، وجاء بعدها عقد منتدى المستقبل في المغرب الذي رافقه انعقاد المؤتمر الموازي والذي اقتصر على حضور الجمعيات الحقوقية، وقدم الموازي بعدها رسالة إلى منتدى المغرب مؤكدة تلك الرسالة تشجيع الحكم الصالح وتمكين المرأة ودور المجتمع المدني في منتدى المستقبل». من جهة أخرى، كشف العكري «أن البحرين لم تكن مستعدة وليست لديها البنية التحتية اللازمة لعقد المؤتمر الموازي لمنتدى المستقبل، كما أن اللجنة المنظمة لمنتدى المستقبل كانت مربكة ولم تعقد اجتماعا إلا بعد 6 شهور من قرار استضافة البحرين للمنتدى». وفي رده على إحدى المداخلات أوضح العكري «أن دعوة الجمعيات السياسية في البحرين لم تكن ممكنة لأن دعوة تلك الجمعيات تعني دعوة ما يقارب 500 حزب وجمعية في الدول العربية وهذا ما لا نستطيع استضافته، وإننا قمنا بالتحاور مع 47 جمعية وقمنا بعدها بدعوة 16 جمعية وهي الجمعيات صاحبة العلاقة بالمحاور»، وذكر العكري «أن الخطأ الذي وقع فيه المؤتمر الموازي الذي انعقد في الرباط هو عدم تشكيل لجنة متابعة للتوصيات التي صدرت عنه وأن موازي البحرين تفادى هذه السلبية». وتوقع العكري أن «تكون لمؤسسة المستقبل فروع في دول المنطقة. سائلا عمن سيدير فرع البحرين». وقال العكري: «ان عدم صدور بيان المنامة شكل نكسة لمؤسسات المجتمع المدني»، وعما إذا اشترطت الخارجية البحرينية على منظمي المؤتمر الموازي أي شرط أوضح العكري «أن الخارجية البحرينية اشترطت عدم سب الزعماء في الموازي لأن ذلك مخالف لميثاق الجامعة العربية وأنهم دعونا على استحياء بعدم دعوة متطرفين».
العدد 1174 - الثلثاء 22 نوفمبر 2005م الموافق 20 شوال 1426هـ