مع اقتراب العام 2006 تزداد درجات التنافس السياسي للمساهمة في ضم أصوات الذين يحق لهم التصويت في صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية . 2006 و«الوسط» وفي إطار متابعتها المبكرة للانتخابات البرلمانية المقبلة تواصل لليوم الخامس على التوالي عريضة الخريطة السياسية المتوقعة للانتخابات المقبلة. وتعد المحافظة الجنوبية بدوائرها الست الأكبر من بين محافظات المملكة من حيث المساحة الجغرافية، اذ تقدر المساحة الإجمالية للمحافظة الجنوبية بنحو 434,8 كيلومترا مربعا. وكثير من مناطق المحافظة المترامية الاطراف غير مأهولة سكانيا. وتشير احصاءات رسمية إلى أن المحافظة تتكون من 66 مجمعا ويبلغ عدد سكانها 44764 نسمة. وتحوز المحافظة الجنوبية على أهمية سياسية كبرى، لكونها مركزاً للنظام السياسي في البحرين. ومن حيث المشروعات تحتضن المحافظة الجنوبية أكبر الجامعات الوطنية وهي جامعة البحرين المشيدة على أرض شاسعة في منطقة الصخير، وشهدت المحافظة الجنوبية أيضا أول مشروع رياضي عالمي ضخم في المملكة وهو حلبة البحرين الدولية التي أجريت فيها سباقات الفورمولا العالمية. وعلى رغم غياب البنية التحية في بعض مناطق المحافظة، فإنها موعودة من الناحية الاقتصادية، اذ ان دراسة حديثة أجريت عن مقومات المستقبل تنبأت للمحافظة الجنوبية بمستقبل استثماري واعد. وآبار النفط ومنتجع العرين من اضخم المشروعات في البحرين. ومن خلال الاستقراءات الأولية يبدو أن المحافظة الجنوبية ستحافظ على هدوئها الانتخابي الذي ساد في غالبية دوائر المحافظة في الانتخابات البرلمانية السابقة. وتتميز المحافظة الجنوبية بالعلاقات الأسرية والقبلية، فهناك الكثير من العوائل البحرينية الكبيرة التي تقطن هذه المحافظة. وربما تعد «الجنوبية» المحافظة الوحيدة في المملكة البعيدة عن التجاذبات السياسية التقليدية بين القوى السياسية الفاعلة على الساحة، عدا بعض الجمعيات السنية التي تملك مراكز قوة في أجزاء قليلة جدا من دوائر المحافظة. ويؤكد عدد من المراقبين في المنطقة أن التصويت الانتخابي في هذه المحافظة يكون في الغالب متأثرا بالنظام القبلي/ العائلي. فلا توجد في هذه المحافظة مؤسسات مجتمع مدني حقيقية أو جمعيات سياسية، بل إن الجمعيات الدينية والصناديق الخيرية ليس لها حضور في أكثر مناطق المحافظة. تعاني المحافظة من نقص في الخدمات الاساسية مثل المدارس والمستشفيات، وهي المطالب التي نقلها وفد كبير من أهالي المحافظة الذي قام بزيارة لجلالة الملك قبل أشهر من الان. وتشير التوقعات في الدائرة الأولى من المحافظة التي تضم منطقة الرفاع الغربي إلى ترشح كل من النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي نفسه الذي حاز على نسبة 40 في المئة من أصوات الدائرة في الجولة الأولى، واضطر إلى دخول الجولة الثانية في قبال المرشحة النسائية الوحيدة في المحافظة لطيفة محمد القعود التي حازت 35 في المئة من الاصوات في الجولة الاولى. وتشير تكهنات أخرى الى نية كل من الناشطين محمد شاهين البوعينين ويعقوب العبدالله ترشحهما عن هذه الدائرة. وفي حديث إلى «الوسط» قالت المرشحة السابقة لطيفة القعود إنها لم تتخذ قرارا بعد بترشيح نفسها مرة أخرى، تاركة الباب مفتوحا أمام جميع الاحتمالات. أما في الدائرة الثانية فمن المرجح أن يترشح عنها عضو لجنة الشئون القانونية والتشريعية في مجلس النواب النائب حمد خليل المهندي المدعوم من جمعية الاصالة السلفية في مواجهة خليط متنوع من مختلف الشخصيات، إذ من المتوقع أن يترشح في هذه الدائرة أيضا الناشط الاجتماعي المستقل سعد مبارك النعيمي الذي خاض الجولة الثانية في قبال المهندي في الانتخابات الماضية. ومن المتوقع أن يترشح كذلك عبدالله يوسف مطر وسلطان مفتاح وراشد الكبيسي ومحمد الذوادي ومحمد ناصر الكعبي. وسترتفع سخونة المنافسة في الدائرة الثالثة من المحافظة التي تضم اسكان قوة الدفاع وجزءا من الرفاع الغربي ومنطقة سافرة، اذ من المتوقع على نطاق واسع أن يجدد النائب الحالي في مجلس النواب سامي محسن البحيري نفسه في قبال المرشح السابق حمد راشد النعيمي الذي خاض منافسة محتدمة الوطيس مع النائب البحيري الذي كسب الرهان في الجولة الثانية. ومن المفاجآت المتوقعة في هذه الدائرة كما تفيد بعض الانباء نية رئيسة الاتحاد النسائي البحريني (تحت التأسيس) مريم الرويعي ترشيح نفسها بدعم من المجلس الأعلى للمرأة وتكتل الجمعيات النسائية مع لحاظ أن هذه الدائرة يغلب عليها الطابع العسكري. وتبدو الدائرة الرابعة من «الجنوبية» مشتعلة، إذ إن الكثير من المؤشرات تؤكد ترشح النائب الحالي عبدالله خلف الدوسري الذي خاض جولة ثانية مع جمال يوسف المطوع، فضلا عن ترشح ناشطين آخرين: عيسى فارس الدوسري، عبدالعزيز محمد بوسفر، ناصر فهد الزعبي وابراهيم ماجد الدوسري. ويبدو المشهد محتملا للكثير من المفاجآت في «خامسة الجنوبية»، إذ تشير الأنباء إلى رغبة النائب الحالي محمد ابراهيم الكعبي ترشيح نفسه مرة أخرى في قبال منافسه السابق عبدالله ابراهيم سند الفضالة الذي دخل معه في الجولة الثانية، اضافة الى عطية الرميحي واحمد البوعينين، وتشير معلومات أخرى الى احتمال ترشح الكاتب الصحافي خميس حمد الرميحي عن هذه الدائرة، وتتكون هذه الدوائر من عوائل كبيرة مثل: البوعينين، الكعبي والرميحي والتي فرضت كلمتها في الانتخابات الماضية. وأخيرا، وليس آخرا من المتوقع أن تفجر التيارات النسائية «قنبلة سياسية» عندما ترشح في الدائرة السادسة من المحافظة الجنوبية التي تشمل جزيرة حوار احدى الشخصيات النسائية البارزة في قبال النائب الحالي الذي فاز بالتزكية في الانتحابات البرلمانية محمد فيحان الدوسري
العدد 1174 - الثلثاء 22 نوفمبر 2005م الموافق 20 شوال 1426هـ