«إذا أردنا أن نُبقي كل شيء كما هو، يجب أن نبدل كل شيء» توماسو دي لمبيردوسا إرهاب غبي ذلك إرهاب الحلم باحتفالات الجنة، إذ ترقص الحور العين إن ذبحت طفلاً، أو أزهقت روح رجل عجوز. كان ينتظر هناك بلا أمل عودة الهواء. إرهاب ذكي ذلك إرهاب اليقظة، يأتيك إما قومجي الهوى، أو ماسكاً بمفاتيح الجنة، «اذهبوا وموتوا... إنا هنا قاعدون»... الغبي تدركه الإمبراطوريات فتقمعه ما استطاعت، والثاني حر التغذية، طفيلي، يجيد التَكَبسُل، أو هو مسكوت عنه، وما سكت عنه الشارع، جاز له الوجود والتوالد. لا أدري لماذا تصر وزارة الإعلام البحرينية على السكوت عن دعوات الإرهاب الإعلامي المتكبسل. هؤلاء بكتيريا مرضية،، تنتظر أن تقع في أحد الأجسام السليمة لتنمو، وإذا كانت البحرين (جسماً سليماً من الإرهاب) فهؤلاء من نخاف منهم عليه، البكتيريا المرضية حين تحيط بها الأخطار تقوم بصناعة غطاء سميك يجعلها قادرة على الحياة والاستمرار حتى تسنح لها الفرصة للتوالد والنمو، بعض الإرهابيين في صحافتنا المحلية متكبسلون بلقب (صحافي، إعلامي، كاتب)، وظيفتهم تحية الإرهاب ودعمه باسم الصحافة والإعلام. لا اعتقد أن أياً من الصحف العراقية تستطيع أو حتى تريد التطبيل للإرهاب في العراق بالشكل الذي يطبل له البعض، وهذا للأسف ما تقوم به بعض صحفنا المحلية، إلا أن هؤلاء الإعلاميين من أعضاء الإرهاب الذكي، فدعوات الإرهاب في نصوصهم متيقظة مشتعلة، لكنهم لا يغادروننا إلى هناك، إنهم هنا قاعدون،. الإرهاب الغبي (القاعدة، الزرقاوي، الحركات التكفيرية) تقمعه الدول، إلا أن الإرهاب الذكي لا يجد من يقمعه. إذا كان الأميركيون لا يمتلكون مبرراً في قمع الإرهابيين الأغبياء في غوانتناموا، فإننا لسنا نطالب الدول بأي مبرر منطقي بأن تقمع وتعتقل الإرهابيين الأذكياء. ولنا في ذلك حكمة،
إقرأ أيضا لـ "عادل مرزوق"العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ