احتدم الخلاف يوم أمس (الاثنين) بين رئيس نادي المعامير ونائب رئيس الهيئة العامة للبيئة إسماعيل المدني في مبنى الهيئة العامة لحماية الثروة البحرية والبيئة والحياة الفطرية عند إعلان الأخير مناقشة مشروع شركة عوازل لإنتاج المواد الاسفلتية والمقرر إقامته في قرية المعامير. ورفض ممثلو أهالي المعامير إقامة المشروع في قريتهم سائلين عن البعد القانوني للمصنع، وأضاف احد ممثلي القرية ان هناك اثباتا رسميا يدل على ان العشرات من القرية أصابهم مرض السرطان وان الكثير من الحالات تعرضت للوفاة. كما أكد الممثلون أنه في حال لم يتم إيقاف المشروع، فإن الأهالي سيقفون عند باب المصنع بشكل يومي حتى يتحقق مطلبهم وهو إغلاق المصنع الذي يشكل خطراً على أهالي القرية. وأوضح الممثلون أنهم طلبوا من شركة بابكو عينة من نوعية المخلفات التي سيتم استخدامها في المصنع لكي يقومون بتحليلها خارج البحرين وحتى يطمئنون أهالي القرية بعدم خطورة المواد المستخدمة، ولكن ممثل بابكو رفض ذلك. وناشد ممثلو الأهالي جلالة الملك وكل غيور يخاف على صحة المواطنين التدخل السريع لوقف إنشاء مثل هذه المصانع ومنع انتشار أمراض أخرى في القرية. إلى ذلك شرح اختصاصي البيئة إبراهيم علي، المعايير المتبعة في تقييم المشروعات ومنها الغرض من إقامة المشروع وموقع المشروع والآثار البيئية المحتملة على جودة الهواء والماء والتربة وإجراءات الوقاية والمراقبة المتبعة في موقع المشروع. وأوضح إبراهيم الاشتراطات البيئية في الترخيص لشركة عوازل وهي الشركة التي ستقوم بالمشروع ومنها التزام الشركة بالقرار الوزاري رقم (7) لسنة 2002 بشأن التحكم في استيراد واستخدام المواد الكيمائية والمحظورة والمقيدة بشدة، وعدم تصريف مياه تالفة أو أية سوائل إلى البيئة البحرية، واستخدام الوقود الغازي أو المواد الهيدروكربونية الطيارة المكثفة فقط لتشغيل الوحدات والعمليات، والتخلص من محتوى الكربون أو أية مواد صلبة يتم سحبها من وحدات الاحتراق أو الإنتاج في مدفن حفيرة للنفايات الخطرة والشبه الخطرة. وأكد إبراهيم ان هناك إجراءات للمتابعة والرقابة البيئية ومنها الزيارات الميدانية وتسلم ومراجعة تقارير تقدم لسير العمل، وأخذ عينات وتحليلها، ومقارنة نتائج التحاليل مع المقاييس البيئية. يذكر ان المصنع المزمع إقامتة في قرية المعامير واجه الكثير من الاعتصامات والاحتجاج من قبل أهالي القرية. كما تشهد القرية منذ اكثر من عام حال غضب وتذمر جراء وجود الكثير من المصانع التي تسببت بحسب الأهالي في الكثير من الأمراض الخطيرة التي أدت الى موت الكثيرين من ابناء المعامير بالاضافة الى تفشي الامراض المزمنة في قريتهم.
العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ