العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ

الجمعيات السياسية: الحكومات العربية أفشلت منتدى المستقبل

جمعيات لا تعلم عنه شيئاً

الوسط-محرر الشئون المحلية 

21 نوفمبر 2005

اتفقت الجمعيات السياسية على أن الحكومات العربية هي السبب في عدم إصدار منتدى المستقبل بيانه الختامي وذلك لعدم رغبتها في الإصلاح السياسي الحقيقي، وأن تلك الحكومات اصطدمت برغبة الدول الثماني الصناعية الكبرى ورغبة مؤسسات المجتمع المدني في تمثيل شعبي في صنع القرار داخل تلك الدول. وأبدت بعض الجمعيات السياسية عدم معرفتها عن ما تمخض عنه منتدى المستقبل، وعدم اطلاعها على أسباب فشله في إصدار البيان الختامي. من جهته قال عضو مجلس إدارة جمعية «وعد» عبدالله جناحي «ان الأسباب العلنية لفشل منتدى المستقبل في إصدار إعلان البحرين هو تحفظ بعض الدول العربية على مشاركة مؤسسات المجتمع المدني في برامج الإصلاح السياسي، إذ تحفظت حكومة البحرين على دعم المؤسسات التي لم تحصل على الاعتراف». وأوضح جناحي «أن السبب الحقيقي وراء هذا الفشل هو موقف الدول العربية من مسائل عدة أولها تداول السلطة ونزاهة الانتخابات ووجود سلطات تشريعية منتخبة كاملة الصلاحية، وهذه الاطروحات بدأت في الظهور بعد انهيار الشيوعية وبعد حرب الكويت وظهرت بقوة بعد حوادث 11 من سبتمبر لكن الحكومات العربية تتحفظ عليها بدعوى أنها إصلاحات من الخارج، وأن ذلك يمس الشئون الداخلية «. وأضاف جناحي «ان الدول العربية استغلت ذلك لرفض مشروعات مؤسسات المجتمع المدني للقيام بإصلاحات داخلية، ولكن ضرورة الإصلاح أجبرت الحكومات العربية على تغيير آلية تعاملها مع قضايا الإصلاح السياسي، على رغم عدم إيمانها بالتغيير لأن ذلك هو السبيل الأفضل للبقاء في السلطة، وكان ذلك واضحا في منتدى المستقبل الذي استضافته البحرين، إذ قامت الحكومات العربية بتغيير آلياتها السابقة والمتمثلة في الرفض التام لمبادئ حقوق الإنسان وتداول السلطة إلى الدخول لتلك المنتديات وتخريبها من الداخل وهذا ما حصل في الكثير من تلك المنتديات وآخرها كان منتدى المستقبل في البحرين». وقال رئيس جمعية ميثاق العمل الوطني أحمد جمعة «ان منتدى المستقبل لم يفشل في عمله وإنما أربك بسبب مواقف بعض الدول العربية وتخوفها من عملية الإصلاح، وأن استضافة الدول العربية لمنتدى يحمل شعار الإصلاح السياسي والاقتصادي يعتبر شيئا إيجابيا، موضحا أنه متفائل بأن عقد المنتدى بحد ذاته يعتبر تحديا وانعكاساته ستظل مستمرة في المستقبل، مؤكدا أن مطالب الإصلاح ستتكرر في كل منتدى يعقد. كما اعتبر عضو مجلس إدارة جمعية الوفاق الوطني الإسلامية جلال فيروز «ان هناك مسببات عدة لفشل منتدى المستقبل في إصدار بيان ختامي، وأول تلك الأسباب فكرة المنتدى والتي يستشف منها وجود أجندة خفية لفكرة المنتدى وهي التطوير السياسي عبر الآليات المتفق عليها في المنطقة، بينما تدخل في أهداف المنتدى فكرة إشراك الكيان الصهيوني في المنطقة وتعزيز مكانته الاقتصادية والسياسية، كما أن هدفه الآخر يكمن في التدخل الأميركي والهيمنة على القرار في الدول العربية». وعدد فيروز أسباباً أخرى لفشل المنتدى في إصدار البيان الختامي «إن السبب الأول يكمن في عدم المرونة الأميركية اتجاه الحكومات المشاركة وفرض الإصلاح عليها، وأدى ذلك لسخط تلك الحكومات، والسبب الآخر هو تلكؤ الحكومات العربية في الإصلاح الحقيقي الذي يعزز المشاركة الشعبية الفاعلة في القرار السياسي ما أدى إلى تضارب في المواقف بين الأطراف الثلاثة هي الدول 8 الصناعية الكبرى والحكومات العربية والمجتمع المدني الذي كان يضغط في اتجاه المزيد من الحريات ومشاركته الفاعلة في اتخاذ القرار، وهذه الرغبة اصطدمت برؤية الحكومات والتي لا ترغب في مشاركة شعبية في اتخاذ القرار السياسي». وذكر فيروز «أن رغبة الحكومات العربية اصطدمت بأجندة الدول 8 الصناعية الكبرى والتي تريد أن يكون لها حضور أوفر في منطقة الشرق الأوسط الموسع وأن تضمن بذلك فتح أسواق المنطقة لمنتجاتها»، موضحا «كانت هناك محاولات عدة لإنقاذ الموقف ولكن تمسك الأطراف بوجهات نظرها وخصوصاً العربية والتي أحست بالخطر من الالتفاف الأميركي وذلك من خلال دعم صندوق المستقبل لمؤسسات المجتمع المدني».

العدد 1173 - الإثنين 21 نوفمبر 2005م الموافق 19 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً