العدد 1172 - الأحد 20 نوفمبر 2005م الموافق 18 شوال 1426هـ

اليد «الحمرة» وبالونات الاختبار... وجهان لعملة واحدة؟!

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

هل تذكرون معي تلك الايام البريئة أو هي الساذجة لا أعلم، الايام التي كانت البحرين تموج بالكثير من الشائعات الخرافية الموسمية التي لا يصدقها أطفالنا في الروضة والابتدائي الآن... هل تذكرون اليد الحمرة! وكيف هي راجت قصتها في أروقة المدارس بجميع فئاتها من بنين وبنات، فكنا في مدرسة (أبن سينا الابتدائية) أنا وزملائي الطلبة لا ندخل (أعزكم الله) الحمام كون ظهورها واختفاؤها من هناك وهي تعتلي الأبواب! وكيف يستغل آباؤنا وأُمهاتنا هذه الموضة لتخويفنا للنوم أو لعدم الذهاب الى ما لا يريدوننا أن نذهب إليه أو التأخر خارج المنزل.

وهل تذكرون الحرامي (نسيت أسمه) الأسود اللون العريض المنكبين الطويل القامة والكبير الخنفرة وصغير العينين وثاقب وقوي النظر، الذي ينفذ سرقاته لابسا الشورت فقط، والذي عجز رجال الشرطة الامساك به على رغم وصولهم له لأنه يغطس في بركة من الزيت قبل تنفيذه الى أي عملية سرقة أو تسور لأي بيت يختاره، وقد كان ينام النهار ليصحو العصر متجها الى الساحل ليظل يتأمل وينتظر حتى يأتي الليل ليسرق ما يريد، هل تذكرون كيف قام الناس بالاحترازات الامنية في بيوتهم وترفيع الاسوار ونثر الزجاج المكسر على أعلى الاسوار وتركيب الحديد المصفح على النوافذ تحسبا الى أي هجوم من هجمات هذا العبد المغوار.

هل تذكرون ما كان يُنشر في الصحف من (إسكتشات) رسومات تخيلية لهذه الشخصية الخرافية الخارقة من خلال وصف ضحاياها!

كثيرة هي الاشاعات التي كانت منتشرة في تلك الفترة... فقد كانت تشغل الناس والعباد في المجالس، بل كانت مؤثرة جدا في الساحة، زمن لم يشغل بال الناس فيه نواب غفلة ولم يشغل بالهم سرقات وتحويط أراضي على مد البصر على رغم وجودها من قديم الزمان... زمن كان الناس مشغولين فيه بقوت يومهم فقط ومن ضمن غداء اليوم لم يضمنه غدا... زمن الفقر والفاقة زمن اليريش والخبز اليابس... ولكن الوضع تغير الآن مع إحتفاضه بسمة الفقر وكأنها شعر لا يريد أن يتزحزح عنا... فلم تعد هذه الشائعات الخرافية (الجميلة) تنفع لتشغل بال مجتمع بأكمله، بل صار ينفع معهم أُسلوب آخر... هو أسلوب بالونات الاختبار في أي قرار تود الحكومة تنفيذه... فترى القيل والقال ينتشر في أوساط المجتمع مع أي تغيير وزاري أو أي تعيين شوروي أو في أي منصب عال لترى الاسماء تتناثر وكأنها مطر.

مجتمع تنجح فيه أساليب (الانشغال) ولمدة مفتوحة غير محددة عن أهم قضاياه ومطالبه عندما يُوعد بزيادة دينار في راتبه وتراه يخطط وينظّر في هذه القضية، مجتمع نجحت فيه أساليب الانشغال عندما تتأزم أمور منطقتهم وتشتعل فيقوم الوزير المعني بزيارتهم والاطلاع على أوضاعهم... وخلاص!

كثيرة هي الوسائل السياسية في التسريع والمماطلة، وهي في تطور بخط متواز مع الزمن، ولكن تبقى الاستراتيجية واحدة على رغم تغير الادوات والاساليب.

إضاءة

هل من المعقول أن يقوم مرافق المريض (الحالات الخاصة) بالركض وراء التحاليل والاشعة والعينات في (مجمع) السلمانية الطبي مع إفتراض قيام بعض موظفي المجمع بهذه المهمة، ففي أحيان كثيرة يترك المرافق المريض (وعادة ما يكون كبيراً في السن ولا يقوى على الحركة) ليذهب الى عمله، فيتم إستدعاؤه لمتابعة التحاليل والاشعة... بالله عليكم ماذا يفعل المرافق (الوحيد) عندما تتطلب مريضته زيارة المجمع للعلاج بشكل يومي... هل «يفنش» من شغله علشان يداوم في السلمانية؟

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 1172 - الأحد 20 نوفمبر 2005م الموافق 18 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً