وسط مشاركة سياسية وحكومية، انطلق أمس الأول مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة رافعا شعار المصالحة بين مختلف الفصائل الطائفية والسياسية المتخاصمة. ويلوح منذ الوهلة الأولى عدم التوافق بين المسئولين والسياسيين العراقيين، إذ شهدت الجلسة سجالا علنيا بين الأمين العام لهيئة علماء المسلمين حارث الضاري ورئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري، إذ قال الضاري إن بعض ما جاء في خطاب الجعفري لا يعكس الحال الفعلي في العراق، ووصف عبارات خطاب الجعفري بالمخيبة للآمال في التوصل إلى عقد توافقي بين العراقيين. في الوقت الذي كان فيه الجعفري يؤكد في كلمته رفض ثقافة البعث، واعتبر أخوة الشيعة والسنة واقعا، ووصف ما يجري في الساحة العراقية بـ "الإرهاب باسم الطائفية" وصور الحياة في العراق أجمل تصوير!... السؤال المطروح هو، هل أن العراق الذي صوره الجعفري في كلمته هو العراق الذي يعرفه العالم بأسره؟ هل هو عراق تسوده روح الأخوة ؟ هل هو عراق لا يفرق فيه بين العربي والكردي، ولا بين الشيعي والسني؟ يختلف كثيرون مع معظم ما ساقه الجعفري في كلمته، فعراق اليوم عراق مزعت أوصاله، عراق تتحكم فيه الطائفية بشكل مخيف لم يكن موجودا حتى أيام حكومة صدام البائدة. إن الوصول إلى صيغة توافقية بين العراقيين جميعا لا تقوم إلا على معالجة الواقع المعاش، لا على سرد التخيلات وإلا فإن هذا المؤتمر سيعمق الخصومات والاختلافات بين الفصائل الطائفية والسياسية أكثر فأكثر.