قال مقرر الأمم المتحدة الخاص بشأن التعذيب مانفرد نوفاك، أمس إن الأمم المتحدة عدلت عن إجراء زيارة تفتيش لقاعدة غوانتنامو الأميركية لعدم حصولها على إذن من واشنطن بالتحدث بحرية إلى المعتقلين. وقال نوفاك: "في غياب قبول الأميركيين للحد الأدنى من المعايير فإننا مضطرون إلى العدول" عن هذه الزيارة التي كانت مقررة في السادس من ديسمبر/ كانون الأول. وأضاف أن "ذلك كان سيخلق سابقة كارثية". وتابع نوفاك "لن تحصل بالتالي زيارة هذه السنة لتضمين التقرير الذي نعده نتائجها، إلا أننا مستعدون بالتأكيد للتوجه إلى غوانتنامو في المستقبل إذا أكد لنا الأميركيون تعاونهم الكامل". وأعطى مفتشو الأمم المتحدة واشنطن مهلة حتى منتصف ليل الخميس الماضي إلى القبول بشروطهم التي كانت تنص خصوصا على أن يتمكن المفتشون من التحدث على انفراد مع نحو 500 معتقل ألقي القبض على غالبيتهم في أفغانستان بعد اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول .2001 ورفضت الولايات المتحدة الثلثاء ما أسمته "إنذارا"، معتبرة أن وصول الأمم المتحدة المحدود إلى السجناء "كاف". المنظمة العالمية التي تتدخل في كل شيء يخص ممارسات الدول ضد الإنسان في العالم أجمع سواء كان هذا الإنسان مواطنا في هذه الدولة أو لا ويفترض أن تكون لها اليد الطولى في اتخاذ قرارات تصل إلى حد تغيير حكومات الدول غير الديمقراطية، تعجز عن أن تتحدث مع معتقلين لدى الولايات المتحدة الأميركية في ظروف يعلم الجميع أنها غير إنسانية. ولمجرد أنها لم تسمح لمبعوثي الأمم المتحدة بالتحدث للمعتقلين، تلغى الزيارة وتبدي المنظمة استعدادها للقيام بها متى ما سمحت أميركا بتحقيق هذا المطلب. هل تنتقد أميركا من قبل المنظمة بخصوص هذه المأساة التي تنتقدها فيها كثير من الدول والمنظمات؟ لا طبعا. هل يتخذ ضدها إجراء من أي نوع؟ مستحيل
إقرأ أيضا لـ "خليل الأسود"العدد 1170 - الجمعة 18 نوفمبر 2005م الموافق 16 شوال 1426هـ