يمر العالم هذه الأيام بطفرات عديدة ومختلفة، سواء على مستوى الإنجازات والاختراعات التي تنوعت بين الطب والقنابل النووية، وحتى بين الأمراض المتجددة آخرها انفلونزا الخنازير -أجلّكم الله-.

لكن المشكلة أننا في البحرين وعلى مر العصور نعاني من نفس المشاكل تتكرر كل عام (بعضها طوال العام) وكأنها احتفال سنوي واجب علينا أن نعيشه بكل تفاصيله مثل انقطاعات الكهرباء الآتيه لا محال أبينا أم رضينا صرّح المسئولون بها أم لم يصرحوا، ناهيك عن أزمة الماء عندنا ونحن تلك الجزيرة الوادعة التي يحيط الماء بها من جميع جهاتها... عجبي!

من فتّحت عيوننا واحنا نشوف البيوت مليئة بالخزانات خوفا من سنين القحط الآتيه، بل يتسابق أصحاب المنازل والتجار في عرض أكبر وأضخم الخزانات التي تقينا شر الجفاف في المنازل، فالمحظوظ في بعض المناطق لاسيما الجديدة منها إللي يصل له الماي طول اليوم... تصوروا! وحتى لو وصل الماي تراه كعدمه فحتى يملأ الخزان السفلي (600 لتر مثلا) يبغي له يومين من فرط ضعف تدفق الماء عليه... ألم أقل لكم وجوده كعدمه.

بالله عليكم، تعدادنا لم يتجاوز المليون، وإن تجاوز مؤخرا فلازلنا أقل من تعداد أي قرية هندية صغيرة، فهل من المعقول أننا نعاني هذه المعاناة طوال حياتنا من غير حتى التفكير في حل ينتشلنا من هالمشكلة المتخلفة والتخلص من الحلول الترقيعية وتحميل الناس أخطاء المسئولين السالفين منهم واللاحقين، وهل من المعقول أن تصبح منازلنا عبارة عن مخازن مياه (تانكي) تحت وثلاثة توانكي فوق وغير اللي فوق الكراج، وهل من المعقول أن نحتاج إلى استخدام المضخات في كل شاردة ووارده لهذا الماء خوفا من انقطاع المياه لمدد طويلة تصل إلى الثلاثة أيام أحيانا!

يا هيئة الكهرباء والماء... تبغون الصراحة... سالفتكم صارت غريبة، تتعاملون مع موضوع ضعف الماء وانقطاعه عنا لاسيما بعض المناطق الجديدة وكأن لا حل له، تتعاملون مع انقطاعات المياه علينا وكأنه شيء راقي ومُحترم وعادي... لا والأمر والأدهى إن هالماي ترى ندفع عليه فلوس... لابه إلا مقطوع وبعد ندفع عليه فلوس... ما قلت لكم سالفة الماي سالفة غريبة!