العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ

معكم دائما ...تبخر الحلم

تبخر الحلم الذي انتظره الشارع الرياضي العربي بتأهل المنتخب البحريني الشقيق إلى نهائيات كأس العالم بعد أن وصلت الفرصة على طبق من ذهب، إلا أن الفريق "المحترفين" أغضنبا قبل أن يغضب الجماهير التي خرجت عن طورها. .. وقامت بتكسير الملعب لا أعرف سببا مقنعا عن هذه التصرفات التي أساءت إلينا. وبعد هذه الحوادث التي وصلت إلى "الفيفا" الذي ربما يقرر حرمان الفريق من اللعب في تصفيات كأس العالم المقبلة عندما قامت الجماهير برمي الحجارة والعلب الزجاجية الفارغة على لاعبي بلادهم بصورة غير حضارية، عبروا فيها عن عدم ارتياحهم للنتيجة غير المتوقعة بعد النتيجة الإيجابية الإسبوع الماضي، إلا أن منتخب ترينيداد وتوباغو المجهول الهوية لا نعرف عنه شيئا باستثناء طيب الذكر نائب رئيس الاتحاد الدولي جاك وارنر، وقد تعرفنا عليه من كثرة زياراته للدول العربية منها الإمارات قبل استضافتنا لمونديال الشباب قبل عامين. أما الفريق فلم يكن معروفا على الصعيد الدولي، ولكنه أعطى درسا في فنون الكرة وكيفية التعامل معها، فقد قدم مدربه الكبير بينهاكر الهولندي الذي تولى المهمة منذ مايو/ أيار الماضي والرجل صاحب خبرة طويلة تمتد إلى أربعين عاما نجح في قراءة المباراة وهزيمة المدرب البلجيكي "لوكا" والنتيجة في تقديري درسا حقيقيا للكرة العربية التي مازالت للأسف الشديد تعيش في غيبوبتها... فالعواجيز كسبوا شبابنا وهم في كامل حيويتهم! نعم... تبخر الحلم العربي بصعود ثلاثة منتخبات عربية إلى ألمانيا، إذ لم يتوقع أحد أن تخسر البحرين وهي تملك هذه المجموعة الرائعة، ولكن حدث ما كنا نتوقعه... والسبب يتحمله اللاعبون والمدرب، وليست هناك أسباب أخرى فقد علمتنا التجربة بأن الفريق لا يستطيع أن يعيش تحت ضغوط، كما حدث معه في كأس الخليج الأخيرة في الدوحة عندما كان الأفضل والأكثر ترشيحا للفوز باللقب الخليجي، إلا أنها طارت من أيديهم ثم "رموا" الاتهامات كالعادة على الإعلام... ونلاحظها تكررت مرتين في بطولتين مهمتين وهي قضية نفسية بحتة من وجهة نظري الشخصية والدليل على ما قدمه الفريق في اللقاء الأول... كما أنه الخامس المصنف قاريا وتصنيفه دوليا أفضل. نعم... نعترف بأن الحكم أخطأ في عدم احتساب الهدف الذي سجله حسين علي في الوقت الضائع من المباراة، وهو التعادل صحيح وأجمع جميع المحللين والحكام الدوليون المتقاعدون، إذ اتفقوا وشخصيا اتصلت بأحد حكامنا هو الدولي السابق فريد عبدالرحمن الذي أكد صحة الهدف بأن اللاعب خطف الكرة من دون أن تتسبب الأذى بالحارس... وباختصار، التعادل هدف صحيح... والسؤال هل سيعيد الفيفا المباراة كما حصل من قبل في التصفيات نفسها أمام أوزبكستان، طبعا "لا"، لأن التقرير مرتبط بيد الحكم الكولومبي الجنسية "رويز اكوستا"، وهذا نستبعده تماما ولا داعي لضياع الوقت والاحتجاج.. ليس إلا لمجرد تسجيل موقف! تبخر الحلم... ومع ذلك صدرت أوامر ملكية من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ببناء مجمع سكني يضم فلة لكل لاعب في المنتخب الذي فشل في التأهل إلى نهائيات كأس العالم مع تقديم مكافأة مالية قدرها 20 ألف دينار، تقديرا لنجاحات الكرة البحرينية في الآونة الأخيرة في مبادرة طيبة تؤكد التوجه الملكي بأن الرياضة فوز وخسارة... وهذا المعنى واضح من قادتنا الذي يؤمنون بمدى أهمية الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، على رغم الحزن الذي عم على البحرين والدول العربية لضياع الفرصة التاريخية للتأهل لأول مرة... والله من وراء القصد.

محمد الجوكر

مساعد رئيس تحرير الشئون الرياضية

صحيفة "البيان" الإماراتي

العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً