العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ

"اجتماع القاهرة" فرصة للعراقيين

عزوز مقدم Azzooz.Muqaddam [at] alwasatnews.com

يعقد غدا "السبت" في القاهرة الاجتماع التحضيري لمؤتمر الوفاق الوطني العراقي برعاية جامعة الدول العربية ودعم الأمم المتحدة. وعلى رغم تأكيد رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري عزمه حضور الاجتماع والمشاركة الفاعلة فيه فإنه كان متخوفا من أن يفاجأ في المؤتمر بحضور ممثلين عن مجاميع إرهابية شاركت في الحكومة السابقة "نظام صدام حسين" وإرهابيين تسببوا في قتل الأبرياء من الشعب العراقي ومن ثم سينسحب منه. وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أكد أنه من غير المستبعد أن يشارك بعثيون سابقون في الاجتماع التحضيري في وقت دعا فيه رئيس الوزراء العراقي السابق إياد علاوي الجامعة العربية والدول التي ستشارك في المؤتمر إلى اتخاذ موقف "المتفرج وتقديم المساعدات وفق ما يرتأيه العراقيون أنفسهم من دون تدخل"! طبعا، تتناقض تصريحات أبوالغيط مع ما تريده وتشترطه الحكومة العراقية وتكتلات سياسية في عدم مشاركة البعث وذلك من أجل إنجاح المؤتمر. ولكن إذا ما استبعدت كل عناصر البعث وكل الميليشيات التي تقاتل الآن من المشاركة فمع من ستتفاوض بغداد، ولماذا كل هذه الزوبعة التي رافقت زيارة الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إليها الشهر الماضي والتقائه ألوان الطيف السياسي. كما أن تصريحات علاوي بأن تتخذ الجامعة والدول الأخرى موقف المتفرج في المؤتمر فيها كثير من السلبية. فمن المعروف أن كل اجتماع يهدف إلى مصالحة وإصلاح ذات البين لابد أن يوجد فيه وسطاء يتدخلون لتسهيل الوصول إلى اتفاق. ومن هنا يتعين على الحكومة العراقية السماح لكل الشخصيات المهمة التي جنحت إلى السلم بالمشاركة في هذا الاجتماع. فعلى سبيل المثال لا ضير من أن يشارك سفير سابق أو وزير نفط سابق أو حتى فنان عراقي ممن عملوا مع نظام صدام. ولكن ينبغي استبعاد الأشخاص الذين لطخوا أياديهم بدماء الأبرياء ويدخل في هؤلاء لاشك جماعة المتطرف أبومصعب الزرقاوي وأنصاره. إن لقاء القاهرة التحضيري يعتبر فرصة ثمينة لا ينبغي التفريط فيها ويجب تقديم تنازلات كبيرة فيه من كل الأطراف وخصوصا أن الانتخابات التشريعية العراقية على الأبواب وإذا ما نجح هذا الاجتماع ومن ثم مؤتمر الوفاق سيتيح ذلك للجماعات السنية، التي قاطعت الانتخابات الماضية وتضررت كثيرا من ذلك، المشاركة الواسعة في العملية السياسية التي ستؤدي في المستقبل إلى الاستقرار والرخاء.

إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"

العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً