لا تحتاج إلى كبير فطنة كي تتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في تغيير مسارات ما يحدث في الساحة السياسية البحرينية من قبل عدد من رؤوس الحرس القديم في بعض الصحف المحلية. لعبة تغيير المسارات لم تعد تذكر فقط بفترات المحنة في منتصف العقد الأخير من القرن الماضي، بل سبقتها بمراحل، في ظل ممارسات مخجلة لعدد من المحسوبين على الجسم الصحافي. الآن وبعد استتباب الأمور نسبيا، ومحاولة بلورة المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد، باتت مثل تلك الممارسات مصدر إحراج للمشروع الإصلاحي وللسلطة - إذا ما كانت الأخيرة جادة في توجهها نحو تفعيله في الحياة العامة - فإما أن تكون بعض أجنحة السلطة مازالت على إصرارها على الذهاب في الاتجاه المعاكس للمشروع بعمليات تشويش هنا، وتصعيد هناك، وخلط للأوراق هنالك، وإما أن المحسوبين على الجسم الصحافي مازالوا يعيشون مرحلة الحنين التي كانت فيها مقالاتهم تحرك قوى الأمن الليلي والنهاري لضرب مصدر القلق المتوهم، أو الاضطراب المزعوم. خروج مظاهرة مرخص لها من قبل الجهات المسئولة، التزمت بالقانون واستطاعت أن تضبط الشارع والحيلولة دون انفلاته، لا يستدعي رفع العقيرة من قبل المجموعة المحسوبة على الجسم الصحافي، باختراع خروج على مسارات هي في أساسها منتظمة، من خلال التلاعب بتغطية الحدث، سواء كان من خلال العناوين أو الصور، أو حتى التعليق عليها، لتفاجئنا وزارة الداخلية بتماشيها مع تلك الحملة وبتوقيت مرصود ببيانين مضادين لمسار الحدث ولا يفصل بينهما الا يوم واحد فقط، عن مناوشتين يتحمل مسئوليتهما المتورطون فيهما. مثل تلك الممارسات باتت معمقة لحقيقة ما تنطوي عليه نفسيات تلك الفئة الممعنة في غيها واستدعائها لحال من الحنين المرضي.
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 1169 - الخميس 17 نوفمبر 2005م الموافق 15 شوال 1426هـ