يفترض أننا نعيش بعقلية القرن الحادي والعشرين أو هكذا ينبغي أن نكون. .. وهذه العقلية تتطلب أن نذيب كل الإفرازات الدونية التي نقيس بها البشر ونفرق بينهم على أساس عرقي أو ديني أو ايديولوجي. ومجتمع هذا القرن مجتمع متحضر ينظر إلى المواطنة باعتبارها مفهوما غاليا، ويساوي بين المواطنين من دون أي ضرب من ضروب التمييز العنصري. ولكن هل لنا أن نسأل: لماذا نحن في هذا الوطن لانزال نغرد خارج هذا السرب الذي أصبح اتجاها عالميا كاسحا؟ هنا في البحرين ثمة من يشذ عن القاعدة ويأبى إلا أن يميز بين أبناء الوطن اما للون أو شكل أو لميل سياسي أو لهوى طائفي، والطائفية العمياء تبصرها كل العيون. وبحرين اليوم يجب أن تتحرر من قيود التمييز والتصنيف التي لا يحتاج إلى رصدها شهاب ثاقب، فلحسابات دونية تبقى قرى كبرى من هذه الجزيرة خارج كل خطة للتطوير لعشرات السنين، فكأنها أريد لها أن تكون نزعا لشهوات الانتقام السياسي الأحمق. قرى ومدن من يراها لا يساوره شك في أن الاستثناء كان مقصودا وليس محض صدفة. فكل ما في هذه المناطق خاضع للواء التمييز الذي يطول كل شيء بدءا من الإنسان نفسه على رغم أن حكومتنا بصمت على عشرات الاتفاقات المناهضة لحقوق الإنسان، ولكن ما يحدث على الأرض "بعض الأرض" لا يمت للصورة الظاهرة بصلة... كذب المنطق إن كان متعارضا مع حقائق الأرض!