يعود الجدل مجددا ليؤثر على مسرى العلاقات التي تربط بين الدول الأوروبية من جهة وأميركا من جهة أخرى، فبالأمس شهدت العلاقات بين روما وواشنطن حالا من التوتر جراء موقف الأخيرة بانتهاك سيادة ايطاليا واعتقال معظم الذين تصنفهم واشنطن على لائحة الإرهابيين باعتقالهم والزج بهم داخل معتقلات سرية يجرى استجوابهم فيها باستخدام ابرز فنون التعذيب. تجد الوضع يتكرر مجددا ليرسم خطا آخر يحدد مسرى الدبلوماسية التي باتت مهددة بين ليلة وضحاها لتستيقظ على روع أزمة نبشتها وأنتجتها غفلة التحركات الاستخبارية السرية واقتراف خطأ مماثل بانتهاك سيادة دولة أخرى كانت يوما ما من أقوى حلفائها إبان التحضير للحرب على العراق في ولاية رئيس الحكومة خوسيه ماريا اثنار. بداية الأزمة وفقا لما ذكرته صحيفة "البايس" الإسبانية نقلا عن تقرير للمخابرات الوطنية يطالب "سي آي إيه" بعدم استخدام المطارات الاسبانية لنقل المسلمين المشتبه بهم الذين جرى احتجازهم بصورة مخالفة للقانون وذلك بعد أن بدأ يشك في استخدام الـ "سي آي ايه" لمطار بالما دي مايوركا لتوقف الطائرات التي تحمل على متنها سجناء تم احتجازهم بصورة غير مشروعة أو اختطافهم لنقلهم إلى أماكن سرية للتحقيق معهم. وحذرت الحكومة الاسبانية من أن أي حادث يتعلق بالطائرات التي تقل هؤلاء المعتقلين من شأنه أن يؤثر على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. التغيرات التي طرأت على الساحة الدولية ساهمت في إضعاف القوى المتحالفة سابقا وتقويض خططها الرامية في مسعى للسيطرة على العالم بذريعة محاربة الإرهابيين. وأبرز مثال على ذلك أن أسبانيا اليوم ليست إسبانيا الصديقة الحليفة، مابين الأمس واليوم واجه التحالف الثلاثي آنذاك إسبانيا وبريطانيا وأميركا عدة هزات ومفاجآت قلبت المعادلة المطروحة على أجندة التحالفات المرسومة مسبقا فحكومة اثنار أطيح بها من قبل الاشتراكيين، أما بلير فلازال يتعرض بين الفينة والأخرى لهزات كان أبرزها رفض البرلمان لمشرع قانون لمكافحة الإرهاب الذي يسمح باعتقال المشتبهين لمدة 3 أشهر بدلا من أسبوعين، أما بوش الذي لم يستقر على حال حتى تأتي حالة أخرى لتثبط من عزيمة إدارته فمن كاترينا وملف تعذيب غوانتنامو وابوغريب وشكوك في صدقية أسلحة صدام وآخرها فضيحة تسريب هوية عميلة المخابرات فاليري بليم.