أفكار مشتتة. .. غياب للاستراتيجية الدفاعية والهجومية... لاعبون في غير مراكزهم... دكة احتياط فقيرة ومن دون حلول هجومية... تنازع على التغييرات بين المدرب ومساعديه... جمود في وقت الحاجة إليه... تلك بعض صفات مدرب منتخبنا لوكا في مباراة الأمس التاريخية والتي حولها بتكتيكاته إلى مأسوية. لوكا الذي أضاع الحلم البحريني في التأهل لكأس العالم بسبق الاصرار والترصد لا يتحمل وحده المسئولية، فاللاعبون كانوا أشباح أنفسهم في الملعب وغابت عنهم الروح القتالية الحقيقية. بصراحة لم يستحق الأحمر البحريني يوم أمس التأهل لكأس العالم وأثبت منتخب ترينيداد وتوباغو أحقيته في التأهل، عطفا على المستوى الفني والتكتيكي الذي قدمه في المباراة. واستحق مدربه الهولندي الخبير ليو بينهاكر وسام التفوق من الدرجة الأولى، بينما سقط لوكا في الاختبار الحقيقي سقوطا ذريعا أثبت إفلاسه الكروي من خلاله. لوكا اعتمد طريقته نفسها الذي لعب بها مباراة الذهاب متناسيا أن لكل مباراة ظروفها المختلفة ولاعبيها المختلفين ومتناسيا أن الفريق المنافس غير من طريقته جلها ومتناسيا في الوقت نفسه الغيابات المؤثرة في صفوفه، فلعب بطريقة 4/5/1، ليلعب بمحمد سيدعدنان في مركز الظهير الأيمن وهو أبرز مدافعي منتخبنا، كما أشرك محمد حبيل وعلاء حبيل في خط الوسط فضاع الاثنان عندما لعبا في غير مركزيهما، لوكا أرجع محمود جلال أكثر لاعبي منتخبنا حركة في وسط الملعب إلى مركز الظهير الأيسر ودفع بسلمان عيسى إلى الوسط فخسر منتخبنا اللاعبين، لوكا وضع طلال على الجهة اليمنى وحيدا وحسين بيليه في المقدمة وحيدا فضاع المجهود الهجومي لمنتخبنا الوطني. لوكا لعب المباراة باستراتيجية ضائعة وبدكة احتياط من دون خيارات هجومية، إذ إنه ظل عاجزا لفترة طويلة عن القيام بأي تبديل في ظل دستة المدافعين الذين وضعهم على دكة الاحتياط في الوقت الذي كان فيه في أمس الحاجة إلى حسين سلمان، والدخيل وإسماعيل عبداللطيف وغيرهم من أصحاب النزعة الهجومية، جل هؤلاء وضعهم لوكا في المدرجات. لم يكن يعلم ماذا يفعل، يرسل اللاعبين إلى جهة التبديل ومن ثم يسترجعهم، يتسائل في نفسه: أيدخل المدافعين المتكدسين بدل المهاجمين؟! لا إجابات واضحة في ذهنه، ظل حائرا والمباراة تشارف على نهايتها، يا ترى ماذا أفعل؟! ظل سؤالا يحير مخيلة لوكا إلى أن أعلن الحكم نهاية المباراة وتأهل ترينيداد لكأس العالم، عندها فقط قرر لوكا وأصر على قراره هذا بأنه فعلا من أهدى التأهل إلى ترينيداد وأضاع الحلم المونديالي على شعب بأكمله، فهنيئا له قراره الذي اتخذه!
إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"العدد 1168 - الأربعاء 16 نوفمبر 2005م الموافق 14 شوال 1426هـ