العدد 1168 - الأربعاء 16 نوفمبر 2005م الموافق 14 شوال 1426هـ

أنظمتنا العربية في مهب الريح

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

المتتبع لما يدور على الساحة العربية تحديدا يجد ان ما تدفع به الأجندة الدولية في الوقت الحالي هو ما كانت أنظمة الدول العربية تنادي به في الأمس، لكن بسبب الوعود والعهود الطويلة التي قطعتها هذه الأنظمة إضافة إلى بيروقراطيتها المعهودة انتهت شعوب المنطقة بلا تغيير ولا إصلاح جذري يخرج من فوهة التطرف وردة الفعل التي زرعتها ونمتها أنظمة المنطقة. ان لغة الشعارات والتحشيد للعروبة والقومية وغيرها التي مازال القادة والمسئولون العرب ينادون بها ويصرحون بها في أكثر من مناسبة ما عادت تنفع فهي اللغة المستهلكة التي شلت الشعوب وخدعت واقعها الذي لم يحقق أي تقدم في مطالبها بل ولم تقدم أية حلول للمواطن العربي الذي مازال يبحث عن إنسانيته الضائعة عبر إرساء العدالة والديمقراطية ومبادئ حقوق الإنسان. للأسف، مازالت هذه الانظمة تتغنى بها على رغم انها فقدت مفعولها السحري لأجيال اليوم التي تربت وترعرعت في أجواء تشجع على التطرف والحقد لكل ما هو قادم من الغرب على رغم ان الغرب قابع داخل مجتمعاتنا وحتى مع أنظمتنا التي تنتقدهم في خطاباتها أو في اداناتها الجماعية التي حقيقة تقول عكس ذلك بل و لا تحرك ساكنا الا عبر طريقهم. هذه الازدواجية في الخطاب العربي الرسمي الموجه لشعوب المنطقة عزز مفاهيم التطرف والحقد على الأنظمة العربية أولا قبل الغربية والأخيرة تبنت حاليا شعار الوعود والإصلاح والديمقراطية وإرساء العدل وحقوق الإنسان الذي أخفقت فيه الأنظمة العربية التي بدت اليوم في وضع محرج من الغرب الذي أصبح يهدد مواقعها ان لم تنصت إليه. هذا الغرب الذي اصبح حاليا ينادي بأجندة الإصلاح في منتديات دولية تعقد هنا وهناك مستسهلا بدول المنطقة غير عابث بما تفعله سوى انه يريد ان يحمي مصالحه عبر تقليل صور وممارسات الإرهاب من خلال تبني مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي فشلت الأنظمة العربية في إرسائها وبدلا عن ذلك حابت التيارات الدينية المتشددة على حساب التيارات الأخرى والتي مازالت تفعل بل وشغلت الشارع في أحقاده ضد "إسرائيل" والولايات المتحدة تاركة الوضع يتفاقم يوما بعد يوم. لا ندري ما ستخبئه الأيام... لكن يبدو ان الأنظمة ستكون في وضع مترنح بعد ان ظلت لستين عاما محمية من الغرب الذي وجد لا نفع من ذلك في ظل إيهابها المستمر من سلطة الإرهاب والتطرف الذي ساهمت في دعمه سابقا والآن تدفع ثمنه حاليا

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 1168 - الأربعاء 16 نوفمبر 2005م الموافق 14 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً