سجلت الشركات البحرينية نجاحا لافتا في عمليات الاكتتاب العام أو الإصدارات الأولية لأسهمها سواء الشركات الجديدة أو الشركات القائمة والمتحولة للمساهمة العامة، إذ لاقت أسهم الشركات البحرينية رواجا جيدا من المستثمرين المحليين والأجانب ومع إغلاق الاكتتاب في أسهم شركة البنادر التي تعقد اجتماعها التأسيسي الأسبوع المقبل فاق ما طلبه المستثمرون من أسهم الكمية التي طرحتها الشركة إضافة إلى شركة ناس، ومن المتوقع أن تستفيد الشركات الأخرى التي تريد التحول للبورصة من السيولة النقدية الكبيرة في منطقة الخليج وارتفاع أسعار النفط. أما من الجانب المحلي، فقد تستفيد الشركات ولو نسبيا مما يمكن وصفها بصحوة الشارع البحريني للاستثمار في الأسهم وخصوصا في مجال سوق الإصدارات الأولية، ففي الوقت القريب كان الكثير من وسطاء الأسهم البحرينيين يشكون ضعف الاهتمام الشعبي في الاستفادة من الأدوات الاستثمارية التي تتيحها الأسواق والبورصات محليا وإقليما. ومع كل هذا الاهتمام الذي لاقته أسهم شركة دانة غاز من شهور فإن السوق المحلية لاتزال بمنأى عن الاهتمام ببورصة البحرين والشركات المدرجة فيها. ولعل طرح شركة دانة غاز للاكتتاب العام والنجاح المنقطع النظير للشركة ونيلها لثقة الجمهور، على رغم بعض الأمور التنظيمية، يعكس مدى نجاح تحول الشركات الخاصة والعائلية للمساهمة العامة، إضافة إلى إنشاء شركات جديدة تستثمر في مجالات حيوية، ما سيزيد من حركة الإصدارات الأولية أو الطرح الأولي للأسهم الذي ينعش الوضع الاقتصادي ويروي تعطش المواطنين ممن يمتلكون السيولة للاستثمار في هذه الشركات. وعلى رغم القوانين الصارمة التي تحيط بالإصدارات الأولية لأسهم الشركات الجديدة أو المتحولة إلى المساهمة فإن الشركات المعنية مباشرة ملزمة هي الأخرى بتشديد معايير الشفافية والمصارحة مع المستثمرين والإفصاح عن البيانات المالية وبيانات الشركة للمكتتبين لإعطائهم فكرة واضحة للوجهة التي تسير بها استثماراتهم.
إقرأ أيضا لـ "علي الفردان"العدد 1168 - الأربعاء 16 نوفمبر 2005م الموافق 14 شوال 1426هـ