أكملت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس أو كما تدعى في واشنطن "كوندي" بالأمس فقط عامها الحادي والخمسين، فكانت أبرز الهدايا التي قدمها العرب - المعلنة منها على الأقل - كعكة شكولاتة سعودية كتب عليها "عيد ميلاد سعيد لكوندي". المملكة ربما قدمت الكعكة كـ "عربون" لبدء "الحوار الاستراتيجي السعودي - الأميركي"، ورغبة منها بأن يكون "نظيفا وصافيا" تماما كقطع الشكولاتة المستخدمة في الكعكة، وذلك لمعرفتها بأن "كوندي" و"قبل أربعين عاما" كانت تؤمن بأن الدول مثل الناس عندها مصالح تريد الدفاع عنها وتطمع في زيادتها وتريد تبادلها مع الدول الأخرى، إلا أن السعودية تجاهلت نقطة مهمة في "الأصول السياسية"، وهي أن الدول "لا ترفض التغاضي عن مبادئها في سبيل ذلك". مرورا بتاريخ "كوندي" السياسي، فإننا نعرف مستقبل "الكعكة السعودية" قبل أن تؤكل، إذ انها لن تكون أول كعكة "تكسرها" رايس، وذلك لكون أول عمل واجهته بصفتها واحدة من "أرقى العقول" السياسية للرئيس جورج بوش هو كسر علبة فيها كعكة تزن 500 رطل، قدمها مخبز روسي "صغير" لبوش بمناسبة توليه الرئاسة لأول مرة. تلك "المنظرة الأميركية" جاءت لمنطقتنا اليوم خصيصا لإعلان الخطط الأميركية "النهائية" لنشر الحرية والإصلاح التي تخدم مصالح الإدارة الأميركية، أي أنها لم تزرنا كـ "صديقة". الفريق المرافق لرايس قال إنها جاءت لتؤكد أن إدارة بوش تعني ما تقول وتقول ما تعني حين تشدد على "استراتيجية الحرية المتقدمة". فعلا يا "كوندي"، أخافتنا الكلمات وصدقنا بل آمنا بأن "حريتك" قادمة لمنطقتنا لا محال، إلا أنا نسألك هل سيكون هناك بشر يحصدون نتائجها؟!، وخصوصا أنك ترين ما حولك من فوضى في المنطقة. صحيح أنا آمنا بـ "حريتك"، الا انا نؤمن بعمق بأن ما تبقى من العراقيين ومن قبلهم الأفغان عاشوا ينتظرون الحرية بدل الدمار والديمقراطية بدل الاستبداد، واليوم جاء دور لبنان الذي دفع بدوره ليأخذ نصيبه من الدمار، أهكذا تنال الحرية يا "كوندي"؟!. وبما أنك أتيتنا بـ "الحرية"، فنحن ندعو شعوبنا العربية لا ليشدوا الأحزمة، بل ليزيدوا الأحزمة شدا، فـ "كوندي" هنا!!
إقرأ أيضا لـ "ايمان عباس"العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ