العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ

مبادرة الأعمال: لا ربح من دون مجازفة

هشام عبدالرحمن خليفة comments [at] alwasatnews.com

إحدى نتائج "منتدى المستقبل" هو تأسيس "مركز الريادة لرواد الأعمال" الذي يفتتح اليوم. ولا شك في أننا سمعنا الكثير عن هذا المركز في الأونة الأخيرة، وعن دعمه من قبل الدول الثماني الكبرى "G8" بالتعاون مع مركز "بايستر" التابع لجامعة كاليفورنيا في سان دييجو. وإنشاء هذا المركز ليس شيئا غريبا، فالبحرين دائما وأبدا تسعى إلى إنشاء المراكز وإعداد البرامج التي تهدف إلى مساعدة رواد الأعمال برؤية مستقبلية، وتدرك مدى أهمية الشركات الصغيرة والمتوسطة في تطوير الاقتصاد والنمو المستدام. فلدينا بنك البحرين للتنمية، ومركز البحرين للصناعات الناشئة، والبرامج التأهيلية المختلفة. ويرسخ مركز "الريادة" موقع البحرين إقليميا كموقع محتضن للمبادرين و الرواد و ذلك بفتح آفاق مبنية على أفكار ممن يسعون إلى تحقيق ذاتهم بدلا من العمل للغير. ما أحلى أن يكون المرء سيد نفسه، يقود مستقبله ويسعى إلى تحقيق أحلامه، مطورا مسقط رأسه في آن واحد. إلا أن أحلام اليقظة و الطموح لا يكفيان. فكم من مرة سمعت شخصا يتذمر من عمله المكتبي، إلا أنه سرعان ما سكت واستمر في الروتين، وكم من مرة رأينا امرأة فقدت الرغبة في العمل بعد أن تزوجت! ولكن الوقت ليس متأخرا للعمل على تحقيق الأهداف وأخذ المخاطر المدروسة. فهذه المراكز متوافرة ومفتوحة ليس فقط للرواد المخضرمين، بل أيضا لكل من يطمح لغد أفضل، لأن في عالم المبادرة الفكرة والنظرة التجارية الثاقبة هي التي تلعب دورا مهما في لفت الأنظار وجلب الاهتمام، وليس العمر أو الجنس أو لون البشرة. فلدينا من وجد إمكاناته واكتشف قدرته على المبادرة بمشروع تجاري ناجح حال تخرجه من الجامعة أو المعهد، وهناك من وجد ذلك في فترة تقاعده ولو كان متأخرا. المطلوب هو ليس فقط الطموح، بل يتحتم على المبادر أن يعرف نفسه جيدا، ويكون معبرا صادقا عن معارفه ومهاراته. وأن تكون لديه العزيمة الراسخة مستعينا بالمراكز المتوافرة للحصول على النصائح واكتساب الخبرة الضرورية لتكوين وقيادة شركة ناجحة. وأما الخشية من الفشل، فهو شعور طبيعي، يجب أن نستغله لصالحنا، ونجعله سببا لاكتساب المعلومات والتفكير في المشروعات التي تخطر على بالنا بجدية. فلا يوجد ربح من دون مخاطرة. وإن أردت عدم المخاطرة، فلديك طريق واحد، هو الجلوس على مقعدك منفذا أوامر الآخرين وإيداع الراتب في حساب التوفير نهاية الشهر. طالما تجري دماء الثقة في عروقك، وتجد من يدعمك في المراكز المذكورة، فلا تفوت الفرصة لتحقيق هدفك، وتذكر أن مهما هيمنت الشركات الكبرى على الاقتصاد، فإن المستقبل لا يملكه أحد سوى ذوي الأفكار المربحة، والأفكار، بلا مقابل. فانتهز هذه المبادرات وابدأ ببناء شركة تسهم في تنمية اقتصاد البلاد. وأخيرا أختم هذا المقال بمقولة لـ "هنري فورد" الذي قال "العقبات هي تلك الأشياء المخيفة التي تراها عندما تبتعد عيونك عن هدفك".

العدد 1167 - الثلثاء 15 نوفمبر 2005م الموافق 13 شوال 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً