قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن المحادثات التي أجراها يوم الأحد الماضي في جدة مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندليزا رايس "أزالت مخاوفه بشان خطر نشوب حرب أهلية في العراق". وتعد هذه العبارة الموجزة ملخصة لطبيعة الأفكار التي نقلتها رايس للمسئولين في السعودية وعبرت عنها بوضوح خلال زيارتها المفاجئة التي قامت بها إلى العراق يوم الجمعة الماضي. فقد ذكرت رايس في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري في بغداد بصريح العبارة إن "على العراق أن يعود لمحيطه العربي". كما أردفت أنها تعتبر أن للسعودية علاقات وروابط مع عشائر العرب السنة في العراق وعليها أن تقنعهم بضرورة المشاركة بكثافة في الانتخابات البرلمانية التي سيشهدها العراقى في 15 من الشهر المقبل. يبدو جليا من هذه التصريحات والجولة المكوكية التي قامت بها رايس في المنطقة أن الولايات المتحدة تخطط لجعل الانتخابات البرلمانية المقبلة في العراق المحطة الأخيرة لها في هذا البلد بعد أن أنجزت ما تريده من الناحيتين العسكرية والسياسية. ومن المتوقع أن الولايات المتحدة تعمل على أن تتولى السلطة في العراق العام المقبل حكومة تكون مقبولة من كل الدول العربية والإسلامية ويبدو أنها نقلت تطمينات للسعودية في هذا الشأن جعلت الفيصل يشعر بالارتياح. ومن الواضح أن خطوة عقد مؤتمر الحوار والمصالحة الوطنية العراقية الذي ستستضيفه القاهرة الشهر الجاري ونال تأييد رايس أيضا سيكون نقطة التحول التي ستمهد وتحقق ما سبق أن اشرنا إليه، ويمكن أن يخلق ذلك حالا من الهدوء تسبق الانتخابات وتمهد لانسحاب عسكري أميركي وبريطاني سلس من العراق. لكن الخوف كل الخوف انه مع عودة الهدوء والاستقرار إلى ارض الرافدين ستنتقل نقطة التوتر والسخونة لبقعة أخرى في المنطقة.