قال مدير عام قناة العربية الفضائية عبدالرحمن الراشد في حديث لـ «الوسط» إن الحكومات الخليجية غير جادة في تطبيق الديمقراطية على رغم أن التيار الديني يستفيد منها ولكنه يخدم مصالحه فقط.
وأوضح الراشد: «لقد صارت الديمقراطية الكويتية مبعثا للسخرية بعد أن كانت مثار حسد واحترام، مضيفا في الوقت الحاضر تصلح الديمقراطية الكويتية لفزاعة وتخويف الناس من فكرة الديمقراطية بشكل كامل». واستطرد قائلا: «تمر الكويت بمرحلة نمو سياسي، وما نراه الآن من أزمات نتيجة طبيعية لديمقراطية ناقصة، ما يعني أنها ستنتهي نحو الإصلاح».
وقال الراشد «إن الديمقراطية مسألة ثقافية استغرقت ثلاثمئة سنة حتى أصبحت كما هي اليوم، وليست مجرد بيان حكومي ومراقبين محايدين. والمهم أن يقتنع الناخب وليس المرشح بها. والمهم أيضا أن يعرف الناس أنها تقرر مستقبلهم ويتعاطوها بوعي، لو كانت هذه الثقافة مزروعة ومنتشرة لما فشلت الديمقراطية في كل المنطقة، وما كان تجرأ عسكري في السودان أو موريتانيا على سرقة خيار الناس وتعيين نفسه حاكما».
ورأى مدير عام قناة العربية الفضائية أن من حق التيار الديني أن يخدم مصالحه بشكل نظامي لأنه المستفيد من ديمقراطية دائمة. واعتبر الراشد أن التنافس القبلي هو الأخطر، بلا شك على الديمقراطية، مشيرا إلى أنه عندما يتنافس ليبرالي مع إسلامي فالناس تختار كيفما تشاء أن تصون وستغير مواقفها لاحقا وفق قناعاتها. لكن عندما تتنافس القبائل ليس هناك خيار للناس.
وأبان الراشد «أنه ليس مهما رأي الناس إلا إذا كانت الديمقراطية مسرحية سياسية. ويفترض أن هدفها النهائي هو تأمين استقرار النظام والبلاد لفترة طويلة جدا بما يخدم الناس جميعا، فالبرلمان وسيلة هدفها تحقيق المشاركة السياسية وليست عملا استعراضيا كما يحدث في كثير من الأقطار العربية بكل أسف. فالديمقراطية في الكويت حقيقية لكنها عرجاء وبالتالي لن تخدم لا الناس ولا النظام».
وفي رده على سؤال هل ساهمت الصحافة الكويتية بدور سلبي في التسويق للحرية و الديمقراطية قال الراشد: «أظن أن الصحافة عكست الوضع السيئ، وإذا كانت قصرت في أمر ما فهو في توجيه النقاش نحو إشكالات الديمقراطية بدل الانخراط في المعارك الكلامية». وبشأن حق المرأة في الانتخابات ترشيحا وتصويتا قال: «لن يكون سهلا على المجتمع العربي انتخاب امرأة، الانتخاب مرحلة متقدمة في ثقافة المرء، فالرجل الكويتي مثلا مثل أخيه العربي يعتقد أن مكان المرأة المنزل و المطبخ».
وبسؤاله لماذا تتجنب الحكومات الخليجية التيار الليبرالي الإصلاحي؟
أجاب الراشد أن الحكومات لا تريد ولا يعقل أن يتوقع منها أن تختار أي فريق لا يفرض وجوده على الأرض، أزمة الفريق الليبرالي أنه نخبوي لا شعبوي، وبالتالي الحكومات تبحث عن التأييد الشعبوي أكثر مما تهتم بالمسألة الفكرية. وعن التيار الديني قال مدير العربية: «إن هذا التيار يعمل على الأرض وبالتالي يكسب الناس، وهذا حقه».
العدد 2430 - الجمعة 01 مايو 2009م الموافق 06 جمادى الأولى 1430هـ